في الوقت الذي نحيي فيه المضحين من الكوادر الصحية والأمنية والخدمية التي تبذل ما تستطيع في مواجهة وباء كورونا .. لا بد أن نذكّر الأخوة المعنيين بهذا الملف أن الحظر الوقائي وإن طبّق في (سياق أمني) إلا أن ذلك لا ينفي (صفته وأهدافه الإنسانية) وهي مساعدة العراقيين على تجاوز المحنة بكل وجوهها ( الصحية وتداعياتها الإقصادية والإجتماعية والنفسية)، وذلك يقتضي الحفاظ على (إيقاع متوازن) في تنفيذ الحظر.. بمعنى التعامل مع (روح التعليمات وليس نصوصها)، وبتوضيح أكثر مراعاة الجانب الإنساني والتعامل بايجابية ومرونة مع الحالات الإنسانية، والأولوية تبدأ (بمتابعة حريصة ودقيقة ومسؤولة لتوفر الخبز والمواد الغذائية والأدوية ووقود الطبخ في معظم الأوقات وتسهيل ذلك بكل الوسائل المتاحة) والنظر بعين (الإغاثة والرحمة) إلى حاجة (العوائل المتعففة والفقيرة) ومن تقطّعت بهم السبل نتيجة الحظر، والكلمة الفصل في هذا الموضوع هي (الإنسان).. وهو غاية الإجراءات والقوانين كافة، وضمان صحته وكرامته وحقوقه الإنسانية هي نقطة الإرتكاز في تحقيق النجاح وعبور الأزمة، أما (الإنسانية) فهي الخط الفاصل ما بين الإجراءات الوقائية والأمنية، والأمر جلل ويحتاج إلى تظافر الجهود حتى نستطيع أن نمنح الحظر الوقائي (وجها إنسانيا)نتجاوز به المحنة بأقل الخسائر والتضحيات ويكون فرصة (للتراحم والتكافل والتعاون الإنساني والإجتماعي) بين العراقيين، وبغير ذلك يتحول (الحظر الوقائي إلى حصار أمني وسجن وسجّان). وذلك ما لا نتمناه ونسعى لتحاشيه والرهان هو (وعي وإرادة الخير والتراحم والمحبّة لدى العراقيين عموما- من في الواجب ومن في البيت- والذين أكدوا في الشدائد والظروف الصعبة معدنهم الطيب الأصيل) و(المعدن الأصيل محكّه اللهب) كما تقول العرب..
*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد.. وخبير دولي