هل تتخلى واشنطن عن (عين الأسد)..؟؟ بقلم ضياء الوكيل*

في اعتقادي أن إحدى بنود جدول الأعمال في المفاوضات المرتقبة بين(بغداد – واشنطن) في حزيران القادم، ستكون قاعدة (عين الأسد) في الأنبار، ومن المتوقع أن يعرض الأمريكان على الجانب العراقي إقتراح ( إيجار القاعدة لفترة طويلة )، وهذا (استنتاج وليس معلومة)، وعليه أتوقّع أن تكون المفاوضات شاقّة ومعقّدة وستضع على الطاولة الكثير من الملفات الشائكة، وتستخدم فيها أوراق ضغط كثيرة، وهذا الإفتراض يثير الأسئلة الآتية: هل يعني ذلك أنّ واشنطن ستصرّ على التشبث بهذه القاعدة أم أن إمكانية إخلائها أمر وارد ومحتمل..؟؟ من وجهة نظري واستنادا الى تقييم الإنتشار العسكري الأمريكي في المنطقة فأن واشنطن ستتمسك بالقاعدة بكل ما لديها من وسائل الضغط المتاحة ..!! حسنا: لماذا..؟؟ وما هي أهمية هذه القاعدة..؟؟ أمّا (لماذا) فذلك له علاقة بإدامة وتعزيز مشاريع النفوذ والهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم، و(عين الأسد) واحدة من منصات السيطرة العسكرية، وتكمن (أهميتها الحيوية) في موقعها الجغرافي ببعديه ( السياسي – الإستراتيجي)، وهي تؤمن كماشة منفردة محليا، ومزدوجة ضمن مسرح العمليات الإقليمي بالتنسيق مع قواعد أخرى، وتعدّ منصة تعبوية متقدمة بالنسبة للأمريكان تجاه ( روسيا – إيران) وتستطيع تأمين وضع عسكري وإستراتيجي أفضل على صعيد (الإنذار والسيطرة، المراقبة، الردع، الدعم والإسناد العملياتي واللوجستي).. وهذا الوصف يضعها في قلب البعد الثالث عند حسابات الجغرافية السياسة وتوازنات القوة العسكرية في المنطقة.. إذن كيف تصف المفاوضات المرتقبة..؟؟ ( حوار الطرشان.. توظيف غير الممكن في اللاموجود..!! في ظل حالةِ تنويمٍ وتخديرٍ مقصود)..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد (2012-2013)

       ضياء الوكيل من الآرشيف (2013)   

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..