خاشعون آمنون في عرفات… لبيك اللهم لبيك
وقف أكثر من مليوني حاج اليوم على صعيد عرفات الطاهر في ذروة مناسك الحج، من دون وقوع حوادث ولا أمراض وبائية، بعدما قضوا يوم التروية أمس في مشعر منى الذي صعدوا إليه وفق الخطوط التي رسمتها ونفذتها الجهات السعودية المعنية بشؤون الحج وخدمة الحجاج.
وأبلغ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس بأن عدد الحجاج الآتين من الخارج هذا العام بلغ 1.38 مليون، بنقص طفيف عن العام الماضي. وذكر، في برقية هنأ فيها خادم الحرمين الشريفين باكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام، أن حجاج هذا العام أتوا من 164 جنسية. ويقضي الحجيج يوم الحج الأكبر في عرفة، قبل نفرتهم إلى مزدلفة حيث يقضون ليلتهم، ثم يعودون إلى منى لرمي الجمرات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي، أن خطط التصعيد والنفرة تمضي وفق ترتيب تُقدم عليه قوات الأمن العام السعودي. وشدد على سلامة ضيوف الرحمن في خطة التصعيد إلى منى. وأشار إلى انخفاض كبير في الكثافة البشرية في المسجد الحرام منذ صباح أمس. وعد ذلك مؤشراً إيجابياً إلى مستوى وعي المواطنين والمقيمين في المملكة، لجهة التزامهم تعليمات الحج، وعدم مخالفة شرط الحصول على تصريح للحج. وتم نقل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات بالقطار، والنقل الترددي، والنقل التقليدي. وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن مرافقها الطبية في المشاعر المقدسة باشرت منذ 20 شهر ذي القعدة الماضي حتى أول من أمس (الإثنين) 32631 مراجعاً، فيما زار 167210 حجاج مراكز الرعاية الصحية الأولية. وأضافت أن مرافقها أجرت خلال الفترة المذكورة 1676 عملية غسل كلوي، و290 عملية قسطرة قلبية، و14 عملية قلب مفتوح، و19 عملية مناظير.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية أمس إلى أن مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في مشعر منى يستخدم 7 آلاف كاميرا رقمية وتقنيات أخرى لضمان نجاح موسم الحج. وكان المركز استخدم العام الماضي 4200 كاميرا. ووزعت الكاميرات هذا العام بواقع ألفي كاميرا داخل وحول الحرمين الشريفين، و5 آلاف كاميرا في بقية المشاعر المقدسة. وأعلن قائد التوعية والإعلام في الأمن العام السعودي العقيد سامي الشويرخ أن عدد المخالفين لتعليمات الحج بلغ حتى أمس 359 ألفاً، فيما ارتفع عدد السيارات المحجوزة التي تنقل حجاجاً غير نظاميين إلى 132 ألف سيارة. وتخضع رحلة الحج المقدسة لمتابعة من دولي عهد السعودية الأمير محمد بن نايف الذي يترأس لجنة الحج العليا، وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الذي يترأس لجنة الحج المركزية. ووجه ولي العهد وأمير منطقة مكة المكرمة الجهات المعنية أمس ببذل مزيد من الجهود لتوفير ما يتيح لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في يسر، وسهولة، وأمان. وأعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام، مؤكدًا أن الحال الصحية والأمنية لجموع الحجيج جيدة. وأوضح أن عدد الحجاج الذين وصلوا من الخارج يبلغ حوالى 1.4 مليون حاج، ومن الداخل حوالى 200 ألف حاج، مشيراً إلى أن عدد العاملين في خدمة ضيوف الرحمن من قبل أجهزة الدولة يفوق 300 ألف شخص.