كان جعفر السعدي فنانا خارقا في كل المقاييس، ولد وترعرع في مدينة الكاظمية، وشب على المسرح فيها، قبل ان يعلن السيد حازم الاعرجي لائحة اللاءات التي اراد من خلالها ان يجنبنا الرذيلة ويقينا شر الغواية، غواية الاستماع الى الموسيقى وحب الفنون، لا غواية سرقة المال العام واشاعة الطائفية وتكريس المحاصصة . “بابا” جعفر – كما كنا نسميه نحن مريدوه – من جيل فني لا يعرف الخديعة شعاره الصدق في الحياة اولا والصدق الممتع في الفن ثانيا وثالثا ورابعا.. ممثل يتمتع بعبقرية لها طعم خاص يترك أثراً في النفس، ولاتزال جملته الشهيرة “عجيب امور غريب قضية” والتي اطلقها قبل اكثر من ثلاثين عاما في مسلسل الذئب وعيون المدينة كأنها قيلت بالامس.
واريد ان افتح قوسين لأضع فيهما هذه الجملة “عجيب امور غريب قضية” وأنا أشاهد كماً هائلا من السياسيين الذين يخوضون على الشاشة صراعا مع”السذاجة”، يقودنا نحن المتفرجين في كل مرة إلى ان نضغط على زر الريموت لنهرب بعيدا.
ولنعد الى غرائب الامور.. تقول السيدة “الخارقة” حنان الفتلاوي في بيان عجيب لها: “ان مجلس النواب انتقل الى رحمة الله اليوم”.
تنسى النائبة الفتلاوي ان الناس تعرف جيدا أن برلمانهم ولد كسيحا وفاقدا البصر والبصيرة، وان وجوده ضد الطبيعة البشرية، كونه جاء خالياً من الكفاءات بعد عملية إبادة جماعية نفذتها الكتل السياسية ضد كل الأصوات التي طالبت بان يكون البرلمان صوتا حقيقيا للناس .
ولنعد ثانية الى ما يؤرق السيدة النائبة ، فهي تخبرنا ان هناك ملفات فساد اقل واحد فيها قيمته ٦٠٠ مليار، ولم نعرف يعد نوع العملة دينار او دولار او تومان او روبل روسي تيمنا بشعار “الا بوتين”.
مسكينة، السيدة حنان، لم تعد قادرة على العثور على جملة مفيدة واحدة تقولها، تتحدث عن ملفات الفساد وتنسى ثماني سنوات اهدرت وسرقت فيها اكثر من 700 مليار دولار، لا تريد ان تتذكر انها حذرتنا في احد ايام عام 2012 من استجواب القائد العام للقوات المسلحة في البرلمان لان الامر خطير وهناك معلومات سرية لايمكن الحديث عنها تحت قبة البرلمان.
يا عزيزتي صاحبة البكاء على اطلال البرلمان، لن اذكرك بعبارة الراحل جعفر السعدي الشهيرة “عجيب امور غريب قضية” لاننا اليوم اصبحنا مواطنين بائسين، مغلوبين على أمرنا، مأساتنا ان مجلس نوابنا ” الموقر ” لايعرف ان يوم 3 من هذا الشهر مرت ذكرى الاعتراف بالعراق دولة ذات سيادة ، وليست دولة تميل حيث ما مالت سفن بوتين او اوباما
ولهذا.. أرجوكِ احترمي عقولنا.