الرئيس وصحافة إخوان الـ “صفا” حين نكتشف ان رئيس الجمهورية يختار مندوبا للاعلانات مستشارا إعلاميا له، يصبح الأمر مثار تساؤل واستغراب…
نشرت بعض الصحف العراقية في عددها ليوم امس وعلى صدر صفحاتها الاولى خبرا يقول ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم التقى احد مسؤولي الصحيفة صاحبة الخبر، مع صور “باسمة” تخبرنا ان ليس في الامكان احسن مما كان، صحف معينة تكرر في كل مرة وفقط، وكل لقاء وانتم طيبون، قرأت الخبر غير مرة وانا ابحث عن بقيته: ماذا عن باقي الصحف؟ ولماذا في كل مرة الرئيس يختار اشخاصا بعينهم؟ لا شيء..
كل ما يثار في مثل هذه الاحاديث وما يُثار حوله، لا يعنينا ولا اعتقد أنه سوف يعنينا ذات يوم. ولأسباب لا حصْر لها، أهمها اننا نرفض ان يدار المكتب الاعلامي بهذه الطريقة المحزنة.
سيقول قارئ كريم حتما: ان اختيار الصحف التي يلتقي بها الرئيس شأن يخص مكتبه الاعلامي، وليس شأنكم! لاياسيدي انه شأننا جميعا، لكن الدعوة لا تعنينا ولا اعتقد أنها سوف تعنينا، لانها قدمت لنا اكثر من مرة ولم نستجب لها لأسباب لا حصْر لها، أهمها اننا نرفض ان يتحول مكتب رئيس الجمهورية الى عائلة تضم الأحباب والأصحاب بيدها مقاليد ومفاتيح المكتب الرئاسي، ويأخذ رأيها في كل صغيرة وكبيرة، وان تمتلئ مكاتب الرئاسة بجيش من المعارف، وحين نكتشف ان رئيس الجمهورية يختار مندوبا للاعلانات مستشارا إعلاميا له، يصبح الأمر مثار تساؤل واستغراب.
لم يسئ إلينا أننا لم نلتق الرئيس بحضور “مندوبه الاعلاني” لأننا واثقون من أن السيد المندوب وضع معايير ومستويات لالتقاط صورة “باسمة” مع السيد الرئيس، كما أننا واثقون من كوننا لا نصل إلى هذه المرتبة. وإذا كانت أربع صحف فقط هي التي يوليها الرئيس رعايته، فان هذا يدل على ان السيد “المندوب الاعلاني” لا يتساهل في المعايير والمقاييس ونوعية الضيوف!
ربما فات السيد الرئيس ان الإعلام تطور، كسلاح، تطورا جذريا عندما تحول من المجاملة والطبطبة على الأكتاف إلى كشف الحقائق.. من الصحّاف وعلوجه، إلى المصارحة، لكن يبدو ان مكتب الرئيس مصر على ان يبقى الإعلام يعيش في عصر قناة اخبار الساعة التاسعة، لم يتبلغ المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية حتى الآن أن الإعلام قد دخل عصر الحقائق، وأن مندوبي صحافة الحزب الواحد أصبحوا شيئا سقيما من ماضٍ سقيم..
نتذكر ان الرئيس جلال طالباني استعان بعدد من خيرة الكفاءات في إدارة مكتبه الرئاسي، أعلى شأن الاعلام، وعزَّز موقع المثقفين، وعندما غادر الرئاسة، كنا نتمنى ان يكون خليفته بمثل سيرته المهنية.. ولكن يبدو ان المقارنة في هذا المجال لا تصح.
التحدي اليوم أمام الرئيس معصوم، في الاستفادة من التجارب الناجحة وليس في نقل التجارب من الفاشلين، في ادراك ان العراقيين اعطوه الرئاسة ولم يعطوه العراق..
ياسيادة الرئيس.. لم نعد نتحمل أن تكون لنا مؤسسات تدار بالفاشلين والانتهازيين. لم نعد نتحمل أن تكون هموم مسؤولينا، تتعلق بامتلاك صلاحيات على البشر، بدل إصلاح أحوال البلاد.
سامحني يا سيادة الرئيس، نريد نظاما، الرئيس فيه هو الضامن للجميع، ينصت لصوت الناس، لا لوشوشات “مندوبي الاعلان .”