مصير الأسد و «عقدة» إيران في اجتماع فيينا اليوم
لندن، بيروت، برلين، فيينا، طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – يناقش الاجتماع الرباعي بين وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو في فيينا اليوم «عقدتي» مصير الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ودور إيران في البحث عن حل سياسي في سورية، وسط تأكيد الجبير أن الأعمال الروسية في سورية تذكي الحرب هناك وأن الصراع لن ينتهي إلا بخروج الأسد الذي «يجتذب الإرهابيين»، من دون شروط مسبقة. وتم تسريب معلومات غير مؤكدة طهران عن زيارة للأسد الى طهران الأحد، فيما حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسد على الاتصال مع المعارضة المستعدة للحوار، مشيراً الى ان مصير الأسد يعود إلى السوريين من خلال انتخابات تتسم بالشفافية.
وكان الجبير قال للصحافيين في فيينا أمس، إن التدخل الروسي في سورية خطر جداً «لأنه يؤجج الصراع»، مضيفاً أن الجانب السعودي قال هذا للروس بوضوح. وأضاف أن المملكة تعتقد أن التدخل الروسي سينظر إليه على أن موسكو تقحم نفسها في صراع طائفي في الشرق الأوسط. وعبر عن مخاوفه من أن يلهب ذلك المشاعر في العالم الإسلامي ويزيد من تدفق المقاتلين على سورية.
وحين سئل الجبير هل يمكن أن يلعب الأسد دوراً في أي حكومة موقتة، قال إن دوره سيكون الخروج من سورية، مشيراً إلى أن أفضل سيناريو يمكن أن يحدث هو الاستيقاظ صباحاً والأسد غير موجود في سورية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن كيري قوله إن شيئاً واحداً يقف في طريق الحل في سورية هو الأسد، في حين قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني: «نعمل على انتقال سياسي في سورية يكون فيه الأسد جزءاً من مرحلة البداية».
وبالنسبة إلى دور إيران، أكد لافروف أنه «لا يمكن تأسيس مجموعة دعم للتسوية من دون طهران». وقال إن روسيا لا ترى منطقاً في تقديم دعم خارجي لسورية لا تشارك فيه إيران.
وأعرب لافروف عشية الاجتماع الرباعي الذي وصفته أوساط روسية بأنه سيكون حاسماً، عن أمله في «تشكيل تحالف عريض لمواجهة تمدد الإرهاب»، لكنه شكك بنجاح إطلاق «مجموعة اتصال» دولية – اقليمية لتسوية الوضع «إذا لم تكن إيران طرفاً فيها». وقال إن «مشاركة إيران ومصر وقطر والإمارات والأردن ضرورية لتسوية الأزمة». وأوضح لافروف أن روسيا «أكدت موقفها عندما وافقت على صيغة المحادثات التي اقترحها شركاؤها في شأن لقاء فيينا»، ولم يستبعد انضمام ممثلين من الدول «المعنية» إلى اللقاء.
وكان بوتين قال إن العمليات العسكرية الروسية ستساعد دمشق في تهيئة الظروف لحل سياسي. وأضاف في سوتشي أن موسكو تقترب من تبادل المعلومات عن مواقع المتشددين في سورية مع الدول الغربية وهو الأمر الذي تريده موسكو منذ أسابيع. وندد بـ «لعبة مزدوجة» يمارسها الغربيون مع «الإرهابيين» في سورية. وقال مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف إن العملية العسكرية الروسية في سورية تستهدف الإرهاب و «ليست ضد السنة أو موجهة لدعم الأسد». وأضاف: «لا بد من عملية سياسية بمشاركة الشعب السوري بنسيجه المتعدد واللاعبين الخارجيين الرئيسيين».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أمس، إن الطيران نفذ ضربة جوية على جسر فوق نهر الفرات في سورية كان يستخدمه «داعش» لنقل إمدادات من العراق إلى سورية.
وقال مسؤول في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» إن العمليات الإنسانية في سورية تواجه صعوبات متزايدة مع كثافة عمليات القصف الجوي، في وقت خصصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلى موازناتها لهذه العمليات.