طغى الكتاب المصري على كل الكتب العربية طوال عقود، وبالنسبة الى صاحب العمود الثامن، الذي بضاعته معارضة كل شيء وهو لا يملك أي شيء ، كما جاء في الرد “الحكيم” الذي ارسله السيد عدنان السراج تعقيبا على عمود الامس، لماذا ياسيد؟ لأنني لم أر محاسن المصالحة ولا افقه بها، هذا شرف لن ادعيه، نعم انا اجهل هذا النوع من المصالحة التي يفلسف لها نوفل ابو رغيف وجنابكم الكريم.
ايام الشباب كانت بعض المؤلفات المصرية اشبه بالسحر، اما مؤلفيها فكانوا نوعا آخر من البشر، لم احلم او افكر انني ذات يوم ساكتب عن طه حسين، واستشهد بتوفيق الحكيم، واستمد طراوة العبارة من اسلوب العقاد، هؤلاء كانوا كائنات من الخيال بالنسبة لي، وكان هناك ايضا صاحب رواية الارض ومسرحية الفتى مهران، وملحمة الحسين شهيدا، والكتاب الوثيقة علي امام المتقين .
عن صاحب الشوارع الخلفية، قرأت كتابا صغير الحجم بعنوان “اولياء الكتابة الصالحون” يروي مؤلفه محمد توفيق كيف قرأ هؤلاء الكبار، نقرأ عن عبد الرحمن الشرقاوي ومعركته الصحفية حول كتاب علي امام المتقين.
يقول الشرقاوي: “كنت أنشر فصول الكتاب في جريدة الأهرام وعندما وصلت إلى موقف علي وأبي ذر من المال، كتب الصديق ثروت أباظة معلنا خلافه معي حول هذا الموقف من المال وزعم أنه موقف الشيوعية لا موقف الإسلام فرددت عليه ولكن الصديق ثروت لم يكد يعلن رأيه حتى انفجرت ضدي ثورة ظالمة. حين اثرت الحديث عن الموقف من الثروة وكيف ان الامام لم يجد في الخلافة حقا استثنائيا في المال والأرض، فساوى نفسه مع الجميع، رفض أن يسكن قصر الإمارة ونزل مستأجرا في منزل يملكه أفقر فقراء الكوفة”.
تذكرت سياسيينا وانا اقرأ فصول هذه المعركة الادبية، وتمنيت لو أنهم وقفوا وقفة حقيقية أمام سيرة الامام علي ” ع” وتعلموا منها، لكن للأسف فقد ابتلينا بمسؤولين يتحدثون باسم الدين ويسرقون باسم الدين، يصدعون رؤوسنا ليل نهار بخطب عن الحق والعدالة والمظلومية في عبارات فقدت معناها من سوء استخدامها، من منكم لم يشاهد صورا لمسؤولين كبار يقيمون مواكب العزاء ويؤدون فرائض صلاة الجماعة في بيوت وقصور وضعوا ايديهم عليها بقوة المنصب والسلاح؟.
يقول الامام علي ” ع” لابن عباس: “هذه النعل أحب إلي من إمارتكم هذه، إلا أن أقيم حقا أو ادفع باطلا”، البعض من ساستنا ربما يرى في هذه الأفعال نوعا من المثالية والخيال، لأنه يعيش مع علي في مواكب التعزية فقط، ومع معاوية باقي ايام السنة.
حق الرد
ورد ذكر اسمي عدنان السراج بطريقة تثير سخرية القدر ان الذي كتبها بضاعته معارضة كل شيء وهو لا يملك أي شيء.
بين المصالحة والنهوض الاقتصادي مسافة لا يحددها علي حسين الذي تعودنا نرجسيته وقوله الافلاطوني انا اعلم الناس أقول ما دخل (عدنان السراج في المصالحة الوطنية وانا أحد منظريها الكبار) والذي ورد في مضمون العمود الثامن هذا الامر لا يمت لي بصلة وهو كذب فاضح المعروف ان لجنة المصالحة الوطنية نظمت مؤتمرا بالتعاون مع مكتب يونامي ببغداد وكنت أحد ضيوف المؤتمر لغرض متابعة توصيات المؤتمر حصرا وليس تنظيرا ولا تطيرا.