نجلس القرفصاء في طفح المجاري..( كتابة هاشم حسن)
ان فضيحة شبكات الصرف الصحي وغرق مدينة بغداد وبقية مدن العراق منذ يومين تعد عينة حقيقية لما يجري من فساد من قمة الهرم السياسي ولادنى مستوى في السلم الوظيفي الذي تم اختراقه باسم المظلومية والديمقراطية بعد عام 2003 فعم الخراب في المجالات كافة من التربية والتعليم العالي وقطاع النفط والخدمات والاقتصاد والمنظمات وتكرس نظام للسرقة المنظمة تحت مختلف الاغطية مع اجتثاث وتهميش لكل الكفاءات من الموظفين المخلصين حتى اصبح السائد الان والمطلوب ثقافة الحوسمجية في كل شىء. وسياسة استحمار الجميع…!
وللاسف فان السيد العبادي يحارب الان بمفرده طواحين الهواء فلا توجد مؤسسة نظيفة ومخلصة وذكية تستطيع ان تضع خارطة طريق لانقاذ شعب يريد ان يستحوذ على كل ماتصل اليه رغباته واغلبهم يخون الامانة ويتستر بالوطنية والدين ويفعل عكس ما يقول واول هؤلاء كبار المسؤولين … للاسف اعتاد الناس على الردع والتعسف والسوق للعمل بالقوة والمراقبة لان الضمير عندنا مغيب….!
اننا نعيش عصر الكذبة الكبرى فالاوراق تشير الى ان امانة بغداد رغم العجز المالي وضعت خططا لاستقبال موسم الامطار وهذا التصريح والادعاء يتكرر بالمنطوق نفسه في سنوات الرخاء او التقشف والنتيجة كارثة فليس هنالك شبكات حقيقية للصرف الصحي او للامطار رغم تخصيص المليارات وانتظار طال لسنوات لان المقاولات تباع بالباطن لحوسمجية اصحاب شركات وهمية ونعرف بالاسماء ابناء شوارع وارباب سوابق اسسوا شركات عملاقة ونهبوا المليارات وافضلهم فشل في اجتياز الدراسة الابتدائية وهرب من العسكرية وعاد مناضلا بشهادات عليا مزورة وله من يسنده بالحكومة والبرلمان والاحزاب والعشائر وبعض المتسترين بالدين من اصحاب العمائم واخرين مسلحين ماجورين. ولهذا فان البنية التحتية مرقعة انجزت بالنصب والاحتيال وحتى الشركات العالمية هنالك من يبتزها بالقوة ويشاركها بالمشروع فتهبط مواصفاته لادنى مستوى هندسي يمثل فضيحة لابسط شركة عالمية تحترم نفسها ويحدث ذلك بالتنسيق من شخصيات قيادية تحتاج لمليارات لادامة هيمنتها عبر كل الانتخابات… فاين خط زبلن واين واين مشروع عشرة في عشرة ومشروع تطوير المطار وقناة الجيش ومعامل معالجة النفايات واين المدن المستحدثة في معسكر الرشيد والغزالية و و و الموجود الان مدن عشوائية.
اين الصيانة الوهمية لالاف العمال والاليات الوهمية في الاحياء الفقيرة والاحياء الراقية التي تحولت لعشوائيات بائسة عمرانيا واجتماعيا؟ اين فرق تفتيش امانة بغداد لايقاف التجاوز على شبكات المياه والتجاوز على الارصفة وتعليمات فرز الاراضي؟ نحن على يقين ان الكاز الذي يصرف لتشغيل المحطات يسرق.. وان التقارير التي ترفع للمسؤول الاعلى كاذبة وملفقة وهذا ما يفسر الشعور بالصدمة والمفاجاة عندما تقع الكارثة .. ويبدا دائما مارثون الاعذار بالاستعانة بالانواء الجوية وتقاريرها عن ارتفاع نسب هطول الامطار في سابقة لم تحدث من عصر سركون الاكدي.. وتطلع علينا شخصيات كارتونية تستشهد بحوادث فردية وقعت في امريكا واوربا ومدن اخرى في رسالة تدعونا للصمت والقبول بالامر الواقع وترديد عبارة لاحولة ولاقوة الا بالله… وكل ما يحدث بارادة الله ولاعلاقة لفساد الادارات او تقصير المسؤول فالله وحده هو المسؤول عن المطر وكل الابتلاءات الاخرى التي تصيب البشر… وتستمر عمليات التخدير وتتاجل الحلول ويستمر حال اللصوص والفاشلين يحققون احلامهم المريضة رغم انف التاريخ والجغرافية ومن يعترض فالصك مصيرة وقوائم الاتهامات جاهزة بالارهاب او التعاطف مع نظام الطاغية المقبور. اما الذين نهبوا المليارات او سلموا المدن العراقية الكبرى لداعش بدون قتال وتسببوا باكبر الهزائم والنكسات وهدروا مئات المليارات فلم يحاسبهم احد ومازالوا يتنعمون ويستثمرون ما اختلسوه من عقود التجارة والنفط والكهرباء في مدن الضباب وينافسون بترفهم اشهر اثرياء العالم .. وتركوا لحاشيتهم في الداخل ذات الامتيازات و المواقع وابطلوا عنهم كل القرارات القضائية والادارية ووفروا لهم الفرصة لاعادة المغامرة مجددا مع مسؤولين اخرين يسيرون على نهج اللصوص الذين سبقوهم.. فاين حركة العبادي الاصلاحية من هذه الحيتان والديناصورات البشرية وبعضهم هم من ابناء جلدته وكتلته وما خفي كان اعظم وابشع… وكل عام ونحن نسبح بطفح المجاري فليخرس وانا اولهم كل من تسول له نفسه الحديث بعد اليوم عن كرامة وتاريخ عريق وعراق حضاري وتربية وتعليم عالي وثقافة وديمقراطية وعراق جديد… لاننا نغرد ونحن نجلس القرفصاء وسط نفايات المجاري التي لوثت ملابسنا وكتبنا واثاث منازلنا وقدور طعامنا… فلاتصح لنا صلاة او صيام او استذكار لثورة الحسين (ع) او احترام للذات وتعامل مع الابداع ونحن منزوعي الانسانية والكرامة ونحن نخنع لهذه الذلة. وهي ورب الكعبة اكير مهانة من ذلة كل الطغاة.! والغريب ان اغلب وسائل اعلامنا حتي هذه الساعة تتحدث عن فساد يزيد وتردد مع الرواديد عبارات وانغام لا يدققونها او يمحصونها ولا يدركون ان فلسفة استذكار الحسين (ع) لا تتجسد بجلد الذات بل تصاغ بموقف لمواجهة الفساد الحالي ليكون مفسد اليوم هو يزيد العصر وكل مخلص بالعمل ونزيه هو في خندق الثورة الحسينية بالافعال وليس بالتطبير ولطم الخدود