تعيش المحافظة .. تسقط الامانة…!!! ( كتابة علي حسين)
كنت كلما كتبت عن محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق وتوأمه رئيس مجلس المحافظة السابق كامل الزيدي، ينبهني احد الزملاء كي لا انسى ان هناك مجلسا يدير المحافظة مكون من 75 عضوا “عدا ونقدا”، وان هؤلاء السادة الاعزاء هم الذين يقفون وراء الانجازات العظيمة التي حصدتها بغداد خلال السنوات الماضية ، وكان ابرزها وضعها على قائمة المدن الاكثر تلوثا ووساخة ونفايات حسب تقارير منظمة اليونسكو، إلا أن القائمين على التقرير فاتهم للأسف ان يعرفوا ان معظم مدن العراق دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية في مجال التلوث البيئي والسياسي رافقه قصور مزمن في تفكير العديد من السياسيين والمسؤولين حيث ان الكثير منهم مقتنع ان خداع الناس جزء لا يتجزأ من عملية ممارسة السياسة .
قبل ايام اجتمع مجلس محافظة بغداد بكامل “قيافة” اعضائه ليصولوا صولة رجل ضد امينة بغداد، لانها حسب البيان لم تكن مقنعة، ولأن العديد من مسؤولينا مقتنعون بأن الكذب جزء لا يتجزأ من الممارسة السياسية، لأنهم يعتقدون ان الناس تنسى بسرعة، وعندما تكتشف الكذبة، يسارعون إلى إلقاء كذبة جديدة وهكذا، فقد خرجوا بالأمس يتغنون بعصر رئيس الوزراء السابق الذي قدم كل ما يستطيع لمجلس المحافظة، فيما البعض منهم راح يرسم خارطة جديدة للعاصمة التي يريدونها ان تنافس سنغافورة وطوكيو وتتفوق على دبي طبعا، التي تباهى احد رواد الفيسبوك بان هذه المدينة الصغيرة طلبت مساعدات مالية من العراق في ستينيات القرن الماضي. .
نعم ياسيدي تخبرنا صحف ذاك الزمن ان دبي طلبت مساعدة العراق اقتصاديا، والمسؤولون يومها كانوا ينظرون بعين الشفقة الى هؤلاء القادمين من صحراء قاحلة، ولم يدر ساستنا ومسؤولونا ان اصحاب الصحراء هذه سيقدمون واحدة من اعظم تجارب بناء البلدان، اتعرفون لماذا؟ لان اصحاب هذه الصحراء لم يخجلوا حين ذهبوا ذات يوم الى السنغافوري الصغير لي كوان لي ليقولوا له “نرجوك علمنا كيف تنبني البلدان”، لم ينتفخوا جهلا ويقولوا للعالم اننا علمناكم الكتابة وسنعلمكم ايضا الخدع السياسية.
لو جاز لي أن اقدم نصيحة للأعضاء الـ57 لمجلس المحافظة لقلت لهم: لقد أديتم مهمتكم في تدمير بغداد وتخريبها على أكمل وجه والرجاء ان تتركونا لان الأمر زاد عن حده.
عودوا إلى تجارب سنغافورة ودبي وطوكيو حيث ترفع هذه المدن شعار الرفاهية للمواطن اولا، منذ متى لم نسمع هذه الكلمة حتى في الاحلام؟ منذ متى، أنت ايها العراقي، اعتقدتَ أن الرفاهية شيء ليس لأهل بغداد؟، فما بالك بأهل ميسان وذي قار؟ ودعوكم من اهل الانبار.