إذاً، فقائد الثورة الإيرانية علي خامنئي قد بلغه أنّ هناك من يدفع إلى زوّار العتبات المقدسة في العراق بصور شخصية له ليرفعوها أثناء سيرهم على الأقدام أو تنقّلهن بوسائط النقل البريّ، فاستنكر هذه البدعة أشدّ الاستنكار وطلب وقف ممارستها في الحال معتبراً أنها مما يثير الصراع الداخلي في العراق.
هذه المعلومة أفصح عنها الشيخ علي رضا بناهيان (لا أعرف مكانته في النظام الإيراني) في حديث له في جامعة الفنون، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الدولية الإيرانية.. الشيخ بناهيان تحدّث عما وصفتها الوكالة بـ “الخطط التي رسمها الاستكبار والأعداء لضرب الزيارة الأربعينية”، وهي زيارة ضريح الإمام الحسين بن علي في كربلاء التي ستصادف بعد ثلاثة أسابيع. يقول بناهيان “إن أهم ما يمكن للأعداء فعله، ليس هجوم داعش أو الإرهابيين على الزيارة الأربعينية… (إنما) هو زرع الصراع الداخلي”، ويضيف “إن القائد الإمام الخامنئي قال: لا يحق لكم أخذ صوري إلى العراق وتعليقها على الجدران من أجل الدعاية”.
هذا الموقف لابدّ أنه حصل بعدما نقل أحدهم إلى الزعيم الإيراني أن هناك من درج على رفع صوره في العراق أثناء مواسم الزيارات، وأن هذا مما يتسبب في إثارة الشعور بالاستياء لدى العراقيين، أو بعضهم في الأقل، فاستنكر الرجل هذه الممارسة وأمر بوضع حدّ لها فكان الشيخ بناهيان وسيلته لتعميم موقفه.
لا أدري إن كان السيد خامنئي لا يعرف بعد أن بعض العراقيين، وهم “الخامنئيون أكثر من خامنئي” نفسه، يصرّون على مواصلة هذه الممارسة غير اللائقة، فيرفعون صوره بأكبر الأحجام في الساحات والشوارع الرئيسة في المدن، متسببين في إثارة الشعور نفسه ضد الزعيم الإيراني وبلاده، من دون رغبة منه أو دراية حتى.
الشيخ بناهيان نقل عن خامنئي القول: “لا يحق لكم أخذ صوري الى العراق وتعليقها على الجدران من أجل الدعاية”… هذه رسالة يتعيّن أن يفهمها “الخامنئيون أكثر من خامنئي” في العراق، فيكفّون عن هذه البدعة التي تسيء ممارستها إلى الزعيم الإيراني وبلاده.
ومن المفترض ألّا تشعر أمانة بغداد ومحافظة بغداد والسلطات المحلية في باقي المحافظات بعد الآن بالخشية أو الحرج من منع رفع صور السيد خامني وكلّ صور الشخصيات السياسية والدينية الأخرى في ساحات مدننا وشوارعها، فها هو السيد خامنئي يطلب بنفسه الكفّ عن الإساءة إليه.
الاستمرار في رفع السيد خامنئي وسواه سيعني مواصلة الإساءة إليهم عن عمد وسابق إصرار.