العبيدي يقاتل في الصين ( كتابة علي حسين)
لي كوان العظيم باني نهضة سنغافورة
كان ذلك قبل خمسين عاما ، في مثل هذا الشتاء لي ” كوان يو ” يقف وسط قبة البرلمان السنغافوري ليعلن انهم لايستطيعون تسديد الرواتب لموظفي الدولة ، ثم يخرج ملفا يضم تصوره لبناء دولة قوية شعارها ” بناء مجتمع عادل وليس مجتمع رعاية اجتماعية ” كان الناتج السنوي أقل من مليار دولار ، ويوم ودع لي كوان الحياة قبل أقل من عام ، كانت الارقام التي نشرتها الايكونومست عن مؤشر جودة الحياة ،على النحو التالي :” حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الخامسة على مستوى العالم ، وتمتلك ثامن أعلى احتياطي في العالم ”
سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر الماضي ، ولا تريد ان تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر ، ياسادة الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه إننا على وشك إعلان إفلاسنا ، وان لا وظائف هناك حتى عام 2020 ، وإننا نقف على ابواب العالم نقول ” حسنة لله يامحسنين ” ، كل يوم تهرّب أموال البلد لكن القضاء يقف منها (محلك سر) ، لماذا لاننا نريد ان نستبدل قاعات المحاكم ، بدواوين القبائل مثلما حدث في قضية النائب كاظم ةالصيادي ، هل تريدون ان أروي عليكم آخر خبر مثير ، وزير الدفاع يعد حقائبه ويسافر الى بكين ، فيما قوات الجيش تقود واحدة من أهم معارك تحرير الانبار من عصابات داعش ، بماذا يذكركم هذا الخبر ، بعالم المرحوم غابريل ماركيز الذي اكتظ ماركيز بالجنرالات الوهميين ،حيث مزج صاحب مائة عام من العزلة ، السخرية بالغرابة . وكان من الأكثر عرضة للسخرية في رواياته الفاشلون ممن يتوهمون صباح كل يوم ، ان الناس لاتستطيع العيش دون ان تهتف لهم في الساحات .
حين تكتب الفايننشل تايمز على صفحتها الاولى عام 1965 أن ” هناك تنبؤاً بان سنغافورة لن تبقى على قيد الحياة أكثر من ثلاث سنوات ، ولايوجد في الموقف الحالي ما يوحي بانها قادرة على البقاء الى يوم غد ” يرد لي كوان وبنفس الصحيفة : ” ان البلدان تموت حين تفقد القدرة على توفير الحياة الكريمة لمواطنيها ، وبما اننا قررنا ان نعيش أحرارا فلن تختفي سنغافورة من الخارطة ” وعندما يتلقى دعوة لزيارة اليابان يعتذر ويعلل الامر بانه بحاجة الى كل دقيقة يقضيها في شوارع سنغافورة ليعرف ماذا يريد الناس ، وكيف يمكن التخلص من الماضي الأسود ، ويقول لمراسل الواشنطن بوست : ” المناضلون الذين تناوبوا على حكم بلداننا تحولوا الى نهابين وانحدرت المجتمعات بفضلهم الى التخلف ، ولهذا عندما أقسمت اليمين طلبت من جميع أعضاء الحكومة ان يرتدوا قمصانا بيض وبناطيل بيضاء لنرمز الى النقاء والأمانة في سلوكنا الشخصي “
كل مسؤول عراقي فاشل محاط برجال ومصالح، همهم الوحيد أن ينهبوا ما تبقى من قوت الناس ، لكي يجعلوا منا دولة تستجدي مئة مليون دولار من سنغافورة .. هذا ليس وهما انه اخر اخبار طرقنا لابواب الشحاذة.