زمن الكاولية … بقلم شامل حمد الله
الكل يردح للكل، تماما مثل ذوق شباب يرفع صوت شريط” البزخ” في سيارته ليسمع ويجبر الاخرين على سمع صراخ تفهم بعض كلماته!
في التلفزيون ليلا يردح الضيف و محاوره مع بعضهما ضد غائب، ثم يجيء دور الغائب ليظهر انه استمع لما قيل بحقه فيردح على خصمه، وفي النهار يردح السواق على بعضهم، ويردح الرجال”الذكور” على بعضهم و النساء على بعضهن، ثم تتالف جوقة مختلطه لمهاجمة جوقة اخرى تضم رجالا و نساء!الكاولية تسريبت اخلاقها الى بعض النخب، والنخب اصبحت بعضها نخبا بفعل اصوات ناخبين، وهكذا فالناخب يفرز النخبة و النخبة يستعرض بعضها قدراتها في التفوق على الغجر بالرقص السياسي و الغناء السياسي!الكل من بره هالله هالله و من جوه يعلم الله!اما الحديث عن الاشياء التي تشابه احاديث السواسية من الناس التي تعيش في بلدان كبلدنا، فليست الا تقليدا من بعض الجماعة هنا، فالدعاية السياسية لازلت المؤثر الاكبر لمن يشاهد التلفزيون، فالناس ببساطة لازالت تتاثر بالاغنية و تتفاعل مع العمل الفني، بشكل يفوق العمل الفني من اساس انه ليس اكثر من فن و رسالة و صناعة، والا كيف تفسر مثلا ان يستشهد سياسي بمشهد من فيلم الرسالة للعقاد ليهاجم خصما سياسيا؟!والله اصبحنا فرجة لليسوه و المايسوه، واصبحنا نركض ليكون لنا دور في كل تقليعة تظهر للساحة، فكاولية الاداء السياسي التي ظهرت بعد السقوط تتمتع على ما يظهرون بطاقات غريبة، فهم سياسيون بامتياز، عسكريون يفوقون الاسكندر، حكماء اكثر من سقراط، رياضيون اكثر من بيليه، فنانون اكثر من فان كوخ، روحانيون اكثر من بطرس، كاولية اكثر من الكاولية.
كان الغجر ياخذون على عاتقهم امتاع جمهور معين بالرقص و الغناء و خدمات اخر لا مجال لتفصيلها، وبعض الجماعة بعض من وجوه الامس و اليوم وقد كانوا سابقا يعيبون الكاولية و الغجر، ارتقوا ليرقصوا و يغنوا لكل الجمهور جبرا ما لا يمتع و بأثمان باهضة اضاعت السمعة و الحاضر وحددت اتجاه و شكل مستقبل الموت فيه افضل، او الخلاص منهم خدمة لما تبقى.