خبز العباس في وطن تايه… بقلم فائز جواد
مبادرة ربما بل يقينا انها الاولى من نوعها عندما وزع الفنان والشاعر قاسم البديري خبز العباس والخضروات واللبن والتمر في افتتاح معرضه التاسع الذي افتتحه مطلع الشهر الجاري واعيد افتتاحه مرة ثانية وبطلب من جمهوره من المثقفين والادباء والفنانين صباح الجمعه بمنطقة العاقولية ليزين المعرض جدران احد شوارعها المقابلة لشارع المتنبي، ومنطقة العاقولية كانت ملتقى للادباء والسياسيين عندما كان يتردد عليها وبشكل تقريبا يومي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وعدد من وزرائه الى جانب كانت مكان مولد الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة وحمودي الحارثي وسعد قاسم حمودي ووالده حمودي وعدد من الفنانين والادباء، وكانت تحتضن عددا من المطابع للكتب التي اشتهرت انذاك بدقتها ومهنيتها، نعم اختار البديري الشارع الذي كان قد اختار احد دكاكينه مكتبا له يرسم ويخطط ويصمم اعماله ويكتب قصائده فيه، ولما قرر ان يقيم معرضه الشخصي التاسع وجد ان واجهات المحال والبيوتات الايلة للسقوط وقبل ان ياكل عليها الدهر ويشرب افضل زواياها لينفذ عليها لوحاته المتعددة والمختلفة والتي تحمل افكارا ومواضيع تتغازل مرة وتنتقد مرة اخرى الاوضاع الحالية التي نعيشها سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، فحول البديري جدران شارعه الى معرض ورسومات ملونة الى جانب تخطيطاته بالقلم الجاف وجميعها تحمل افكارا ووحدة لمواضيع متعددة الاتجاهات ولم يبخل البديري فراح ينسخ على اقراص مدمجة مارسمه وماخططه من لوحات رائعة ليهديها الى صحف محلية ومنها (الزمان) كونها وعلى حد قوله تجسد نبض الشارع والوعي الثقافي وتنقل هموم المواطن العراقي بكل صدق ومهنية وبعيده كل البعد عن الطائفية والتحزبية، وكرم البديري لايتوقف ايضا ليقر ان يهدي رواد معرضه من الزائرين ومن مختلف الاختصاصات يهديهم خبز العباس والتامر العراقي ولبن العرب والخضروات المشهية عندما يلفها خبز العباس الذي به نتفاءل ونطلب مرادنا من ابو راس الحار الامام العباس عليه السلام وبدلا من ان يوزع الورود والجكليت راح يوزع الخبز والتمر واللبن ليلقى معرضه الذي اطلق عليه عنوان (وطن تايه) ليحقق المعرض اقبالا رائعا عندما اختنق الزقاق بالزائرين وقبل دخولهم الى شارع المتنبي تناولوا خبز العباس وهم يتفرجون على لوحات وتخطيطات البديري الذي ابدع بنقلها للمتلقي ليضعه امام تساؤلات وخيارات وتفسيرات اهمها هل يحق لنا ان يستحق الوطن ان نطلق عليه بالتائه ، مبروك للاعلامي الشاعر والملحن والرسام والخطاط مبادرته هذه ومعرضه التاسع الذي نال اعجاب كل من زاره واطلع على اكثر من 25 لوحة وتخطيط على الورق وجدران محال وبيةتات منطقة العاقولية في شارع الرشيد ليؤكد البديري ان صاحب سبع صنايع لكن ابخت غير ضايع وباقي ينثر الحب والابداع بالرغم من فقدانه الاغلى ولديه الذين يعيشون الان عند ربهم ينتظرونه في اية ساعة ويوم . مبروك التالق والنجاح بمعرضك الشخصي وطن تايه .