الصدق الضار والكذب النافع… بقلم زيد الحلي
الذي جرى ، ويجري في الوطن ، هل هو نتاج عفوي ام مخطط له ، ام لا هذا ولا ذاك ؟ سؤال ” فنطازي” في زمن التهمت فيه القطط السنتنا ، فلم نعد نستطيع الاجابة والكلام ، وساحت بنا الافكار الى مدى من اللامعقول .. كيف وصل الحال في بلد يتكئ على تاريخ من آلاف السنين ، علم فيه البشرية اصول العلوم ومنطق العقل وسداد الرؤية وصلابة الموقف ، الى ما وصل اليه من الشتات الذهني ، وهو العارف إن الدول كلها على وجه الأرض لم تنهض الا بنهوض مناهج المعرفة العقلية والذهنية في منظومات المجتمع التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية !
لقد بات الأمر ملحا الى حاجتنا الى القيام بثورة على الذات ، تعيدنا إلى رشدنا و حقيقة حاجتنا للتحرر من داخلنا و تعلم معاني الحرية والديمقراطية وبعدها نستطيع أن نقوم بثورة على الظلم والقهر والاستبداد.
كيف لتناقضاتنا ، ان تتضخم امامنا ، مثل كرة الثلج ساقية الجميع من خمرتها ، دون ان نعي خطورة ما جرى ويجري ؟ اليس هناك من يضع ضميره ، ليكون مصباحا ينير طريق وحشة الدمار المجتمعي الذي تعصف فيه تناقضاتنا غير الحقيقية ، الواردة الينا وفق نظرية ( فرق تسد ) وهي ظاهرة أساسها استثارة روح “القبلية” و”التعصب”، ووراءها مصالح ذاتية ومعلومة لهذا الطرف او ذاك ، بهدف أنهاك المجتمع بالتناقضات والمـزق والمحن المصطنعة ؟
كم نحن اليوم بحاجة إلى مزيد من الوعي ، ومزيد من التوسّط في كل القضايا، نحتاج أن نمسك العصى من الوسط ، فهذا هو العراق منذ الازل فيه ما ليس عند الآخرين … الحل هو أن نتصارح بلا تزويق: الأغلبية لها حقوق والأقلية لها حقوق.. وميزان الحق لا يخيب.
ان افعى التناحر ، يعني ان هناك سلاح مدمر يهدد الوطن ، فلننتصر عليها ، ونحرّر عقولنا من القيود، من الطائفية، من الكراهية … فتلك القيود لن ترتقي بنا بل ستهدمنا ، وتهدم إنسانيتنا ، تهدم طموحنا والاستسلام للعاطفة تأخر ، وليس علامة تقدّم ، وإنما علامة التقدم أن نخضع عواطفنا لعقولنا ، ونخضع عقولنا لإرادتنا ، ونخضع إرادتنا لمثلنـــا العليـــا.. وعلينا معرفة ان الكذب والخداع والغش.. حفر ثلاث ، إذا سقط مسؤول ما في احداها سقطت الثقة من قلوب مريديه . ..والإيمان أن تؤثر الصدق حين يضرك على الكذب حين ينفعك فالصدق موجود والكذب اختراع …
درس الجمعة 20/5/2016، ليس سهلا … وانني اشبهه بالرمل: يبدو ناعماً عندما نتمدد عليه، وثقيلاً عندما نحمله.. فهل نتعظ ؟؟