المستشار ضياء الوكيل
حسمت ألمانيا أمرها وأعلنت أن منفذ هجوم ميونيخ ( مختل عقليا وانتحر بعد قتله تسعة أشخاص وإصابة العشرات في أحد مراكز التسوّق وأن الحادث جنائي ولاعلاقة للمهاجرين العرب والجاليات المسلمة به) رغم أن الحادث ارهابي ويحمل بصمات داعش…!!!
ونتفهم هذا الموقف السياسي المحترف الذي اتخذته بون لاحتواء تداعيات الاعتداء الإرهابي وتحاشت بموجبه التصعيد والاستدراج نحو فخّ داعشي ماكر هدفه تفجير الأوضاع الأمنية وإثارة الكراهية والشكوك والريبة بين الجاليات العربية والإسلامية والشعب الألماني…
ولكن ذلك الموقف المعلن لا يمنع ألمانيا من اتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة الإرهاب بسياقات تراعي الكتمان والخصوصية الأمنية بعيدا عن الإعلام والصحافة…
نموذج محترف لإدارة الأزمة اتسم بسبق النظر ورد الفعل السريع ووحدة الموقف ودرس في استخدام الإعلام والسياسة كسلاح لإفشال مخططات إرهابية معقدة تهدف إلى إشعال خطوط التماس بين الأديان والحضارات ونسف جسور الثقة بين المهاجرين العرب والمسلمين والشعوب التي استقبلتهم في الغرب…
علينا مراجعة أساليبنا في إدارة ألأزمات حتّى نتجاوز الفشل..
