كما كان متوقعا بدأت القوات العراقية صباح الثلاثاء 23 آب 2016 بتنفيذ صفحة الهجوم والاقتحام لتحرير مركز ناحية القيارة بعد انتهاء مرحلة الاستحضارات والتحشد وبعد اكتمال تحرير القرى والقصبات المحيطة بها ..
وتدرك القوات العراقية الأهمية الإستراتيجية والتعبوية للقيارة باعتبارها معقل تنشط فيه وتنطلق منه عمليات داعش نحو المناطق المجاورة فضلا عن وقوعها ضمن مناطق الإهتمام والتأثير العسكري على أماكن تحشد القوات العراقية المكلفة بمهمة تحرير الموصل وطرق إمدادها ومجالا حيويا لأمنها إضافة لقربها من القاعدة الجوية التي اتخذتها قيادة عمليات تحرير نينوى مقرا لها ومركزا رئيسيا للعمليات العسكرية ومقرا مهما لتواجد المستشارين الأمريكان المكلفين بمساندة القوات العراقية…
التكتيك المستخدم في هذه المعركة يتسم بالبطء ولكنّه فعّال ومرن ويعتمد خطط العزل والتطويق والمشاغلة وقطع الإمداد عن العدو واستنزاف ما تبقى لديه من قدرات قتالية( العتاد والتموين) وصولا الى اضعافه وكسر شوكة القتال لدى عناصره المتحصنين داخل الناحية والحاق الهزيمة بهم وهذا الأسلوب استخدم في معارك سابقة وحقق نتائج مهمة على صعيد التحرير ومنها معركة تحرير مدينة الفلوجة..
وأعتقد أن المعركة ستحقق أهدافها ضمن المدى الزمني المحدد وأولها تحرير ناحية القيارة وتأمين المناطق المحيطة بها وطرد ما تبقى من عناصر التنظيم الارهابي ومعالجة الجيوب التي تصر على الاشتباك والمقاومة وهذا متوقع ومحتمل استنادا لما حصل في معارك سابقة وهؤلاء غالبا ما يكونون من العناصر المتطرفة التي فقدت خيار الهروب والفرار وبالتالي تخضع للغريزة العقائدية التي تدفعها للقتال حتى النهاية المحتومة وهي الموت المؤكد…
في اعتقادي ان هذه المعركة محسومة النتائج من الناحية العسكرية ويبقى الانتظار سيد الموقف لحين الإعلان عن النصر المرتقب الذي سيعبد الطريق نحو تحرير محافظة نينوى وهزيمة داعش وسقوط كيانه المنهار…
*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية