فوائد الفيسبوك كثيرة ، لكنَّ سوءاته أكثر . قيلَ من قبل إنَّ التأريخ يكتبه المنتصرون ، واليوم فإنّ الفيسبوكيين هم مَنْ يكتب التأريخ . جيشٌ خفيُّ من المضلِّلين وذيول الحرامية والخائنين ينشر الكذب والتزوير ، فتصدّقهم الناس ، لأنَّ أكثر القومِ لا يعلمون !!
قصائدك وقصصك ورواياتك ولوحاتك وأغنياتك ومنحوتاتك ومسرحياتك وتمثيلياتك وموسيقاك وأفلامك يا مَن كنت صاحبي وخلّي وسهيري ، جميلةٌ وبديعةٌ ومبهجةٌ جداً ، لكنَّ روحَكَ وسخةٌ ووضيعة ومتقردنة . إذا الدولارُ مالَ مِلْتَ حيثُ يميلُ . أنتَ لستَ صديقي حتى تعقل وتتطهّر وتتوب !!
تُعجبهم جداً كتاباتك وآراؤك وقفشاتك الحقّ التي تكاد تكون مرارتها مشتقة من لذة وطعم القهوة المرة ، لكنهم يتجنبون ويهربون من شرف إعلان هذا التعجب على الملأ ، خوفاً من قيام السلطان بتجفيف وتيبيس طرق الأكل والشرب الذاهبة إلى بطونهم الكرشاء ، لذلك يلجأون إلى لعبة مدحك ومبايعتك برسائل جميلة ستظل نائمة بصندوق بريدك الذي لا تراهُ الناس !!
ألنفاق والتقية ليست خاصة بدين أو مذهب . في عصر الألكترون اليابس ، صارت القوم جلّها تحبُّ لبس القناع ، والهروب من ثمن العلن الشريف . ستأتي بك ليلةٌ مقمرة صوب مائدة أدباء ومشتغلين بحقل الفنّ والخلق الجميل ، فيقرأ شاعرهم قصيدةً بائسة ، فتهتز الرقاب وتنود الرؤوس ، فتقوم أنت على حيلك المتضعضع ، وتصيح بهم إنَّ ليَ كأسي ولكم كأسكم والسلام على من اتّبعَ أحسن القول وأشرفه !!
قد تجد لصاحبك الخامل الذي يعيش بتنّور البلاد المريضة ، عشرين عذراً يبرقعُ بها سكتتهُ المخزية عن الحقّ الصائح ، لكن لن تجد مثقال عذرٍ له وهو يعيش بعيداً عن عراقهِ مسافة بحار ومحيطات وجبال وأمصار . سلطة المال والطعام السهل والدنيئة قد رافقتهم إلى سماواتهم الجديدة !!
وختمة المكتوب اللائب بين العيون ، ستكون بعطر قولتنا للوغدة الكونية أمريكا ، أن ليس الإرهاب فقط هو في تفجير سيارة مفخخة جبانة بأجساد الأبرياء ، بل هو أيضاً وحتماً في غزوكِ الهمجيّ الوحشيّ لبلدي العراق ، ونهبه وتفكيكه وتحطيمه وإفشاله وقتل مئات الآلاف من ناسهِ ، بالحصار وبالتجويع وباليورانيوم المنضّب ، وبزرع وحماية ورعاية المنغلة الفاعلة بالمحمية الخضراء . تلك بلاد سام المغدور والذين معها ، ومَن هم على شكلها القبيح يقعون .