تحليل أمني أولي لتفجيري (مول النخيل وكراج الكرادة…) بقلم المستشار ضياء الوكيل*

المستشارالعميد ضياء الوكيل

تفجير (مول النخيل) في شارع فلسطين وقبله تفجيرات الكرادة ونكبتها الدامية وانفجار سوق عريبة الشعبي ومول بغداد الجديدة وغيرها الكثير من الخروقات الأمنية الخطيرة التي تمثل تحديا إرهابيا لمهنية وكفاءة منتسبي وضباط وقادة الأجهزة الأمنية واختبارا لقدرتهم على التعاطي مع ملف الحرب على الارهاب والتصدي للانتحاريين والمفخخات التي إخترقت الخطط وأفشلت التدابير الأمنية وأزهقت عشيّة العيد الأرواح البريئة وأنتم المسؤولون عن حمايتها أمام الله والعراقيين وأقسمتم على ذلك… من لا يستطيع أن يصون حرمة الدماء وأمن الأطفال والنساء والأسواق ويفشل في مواجهة خطط الارهاب وأساليبه الماكرة والقذرة ليتنحى جانبا وله الشكر على ما بذله من جهود فليس من المعقول أن يتفوق الدماغ الإرهابي العفن على إمكانيات الدولة وأجهزتها المتعددة…

التفجيرات التي حدثت في الفترة الأخيرة تثير أسئلة مشروعة لدى الشارع العراقي ومنها: أين جهاز الرابسكان الذي نصب حديثا في سيطرات العاصمة وهل هو فعّال أم يلحق بسابقه من حيث المواصفات المفترضة؟؟ وأين فعالية ونشاط ال K9 والجهد الاستخباري مما يحدث؟؟ لماذا لا توضع منظومة كاميرات ومناطيد للمراقبة لتتابع الأجهزة الأمنية مسار المفخخات ومعاقل التفخيخ؟؟ أين قاعدة بيانات العجلات ومنظومة المعلومات لدى صقر بغداد من المفخخات وأصحابها وعائديتها ؟؟ لماذا لا توضح أسباب الخروقات الى الرأي العام من قبل المسؤولين بصراحة وشجاعة؟؟ لماذا لا تعلن نتائج تحقيق تفجيرات الكرادة التي وقعت عشية عيد الفطر في 3 تموز الماضي وكشف المسؤولين عن ذلك الخرق الفادح والفاضح؟؟ أليس في ذلك وفاءا للشهداء الأبرار واحياءا لذكراهم؟؟ أين تفخخ العجلات وهل في بغداد معامل للتفخيخ؟؟ هل نحن في الفلوجة أم الحويجة؟؟ أسئلة مشروعة تحتاج الى إجابات شافية..!!

الفرضية المرجحة في اعتقادنا أن المفخخات المستخدمة في التفجيرات الأخيرة قد فخخت في مناطق قريبة تحاشيا لانكشاف أمرها إذا ما تنقلت لمسافات طويلة عبر مجموعة من السيطرات مع احتمال سلوكها طرقا فرعية للافلات من الرقابة الأمنية إضافة الى وجود دليل معرّف يرافق العجلة عبر الرهان على مقتل الشهود في مكان الحادث وحتى مسافة 300 متر وهذا ما يفسر السماح لوقوف العجلة في مكان محظور..!! وينبغي الاستعانة بصور الأقمار الصناعية لتتبع خط سير المفخخات وصولا لمعرفة حقيقة النشاط الارهابي داخل العاصمة…   

صحيح أن داعش يخسر أينما وجد وفي كل الجبهات ويعيش مأزق الهزيمة وعقدة النقص والإحباط بفضل تضحيات الأبطال في الحشد والجيش والشرطة ولكن ذلك النصر المؤزر يدعونا الى الحذر من الهجمات المرتدة ذات الطابع الانتقامي والثأري والدموي كما حدث في (عين التمر) في غرب كربلاء المقدسة وفي مطيبيجة وبلد واستهداف آبار المياه في الرطبة والهجمات الدامية على المدنيين في بغداد وغيرها… علينا أن لا نمنح العدو فرصة لالتقاط الأنفاس وأن لا نترك زوايا ميّتة أو غفلة يتسلل من خلالها ليضرب المدنيين الآمنين في الأسواق والمدارس والشوارع… علينا أن نعيد النظر في الخطط الفاشلة ونؤشر بكل شجاعة على مواطن الخلل لمعالجتها وعلى عناصر القوة لتعزيزها ونمنح المواطن دوره الحيوي في المعادلة الأمنية وأن نخضع الجميع للتفتيش في السيطرات ولا يقتصر التشديد على المواطن البسيط …

 تحية للجنود والضباط المرابطين في الشوارع والساحات والميادين والمطلوب زيادة اليقظة والحذر والانتباه لما يتربص به العدو… أما الشجعان في الجبهات من تشكيلات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية والقوات المسلحة فنقول لهم فيكم الأمل أيّها البسلاء وعليكم ينعقد الرجاء بعد الله في الدفاع عن العراق وشعبه..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية 

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..