إعلان الجيش الأمريكي إجراء تحقيق حول وقوع ضحايا بالمئات في قصف جوي للتحالف الدولي على غربي الموصل هو قبول مبدئي بفرضية الإتهام وترجيح لضلوع الطيران الأمريكي في هذا القصف ولكن واشنطن حمّلت العراق جزءا من المسؤولية من خلال الإدعاء أن القصف جاء بناءا على طلب من القوات العراقية وفي ذلك محاولة للتنصل من كامل المسؤولية وهنا لا بد من توضيح أمر عسكري مهم وهو أن الولايات المتحدة تجاوزت قواعد الاشتباك والحرب في المنطاق المبنية التي تضم مدنيين عزّل حيث اعتمدت مبدأ (معاقبة الهدف) وليس (إسكات ومعالجة مصادر النيران المعادية) بواسطة اسلحة مضادة متاحة لا تتعدى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقناصة أما (معاقبة الهدف) فذلك يعني تدميرهُ وما حوله باستخدام قذائف صاروخية ذات قدرة تدميرية واسعة وبما أن الأهداف المعادية هي لدواعش تعتلي أسطح المنازل والبنايات المكتظة بالمدنيين فذلك يعني حتما ايقاع إصابات مباشرة بالسكان المتواجدين في المنازل وهذا ما حدث…
وختاما نقول أن هذه الحرب غير نظامية وتستدعي استخدام أساليب الحرب الهجينة ومنها ( إقحام القوات الخاصة المؤهلة لحرب الشوارع والمدن، حرب المعلومات والاستخبارات، الحرب الألكترونية) ولا ينصح باستخدم المدفعية والصواريخ والأسلحة الثقيلة والطيران المقاتل في هذه المعركة لجنيب المدنيين المزيد من الخسائر… ويمكن الاعتماد على قوات النخبة العراقية في التصدي لهذه المهمة وهي تمتلك خبرة ميدانية وكفاءة هجومية وقدرة قتالية جيدة وشجاعة ومعنويات عالية واستعداد للتضحية وتوظيفها في خطط عسكرية تواجه التحديات الميدانية الراهنة وهنا فقط نستطيع ان نقلل التضحيات في صفوف المدنيين وانجاز التحرير بزمن أسرع وكلفة أقل وننقذ ما تبقى من المدينة القديمة وأحياء المنطقة الغربية وخلاف ذلك لن يكون الا المزيد من الدمار والضحايا…