“كما فعلت الولايات المتحدة بصدام حسين، تسريب فيديو مذل للزفزافي داخل سجنه”، هو التعليق الذي اختارته الجريدة الإلكترونية “الأول” في تعليقها على تسريب جهات من المخزن لشريط فيديو يظهر زعيم الحراك الشعبي في الريف ناصر الزفزافي عاريا تقريبا. ويخلف ردود فعل قوية من طرف الحقوقيين والسياسيين والاعلاميين الذين وصفوا العمل بالمشين والخطير والمهدد للاستقرار البلاد.
ونشرت جرائد يعتقد أنها مقربة من السلطات الحكومية شريط فيديو يقول أن الفيديو الذي يظهر فيه الزفزافي شبه عاري يؤكد عدم تعرضه للتعذيب. وكان معتقلو الحراك الشعبي في الريف وعلى رأسهم ناصر الزفزافي قد اتهموا الشرطة بتعذيبهم، وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهو هيئة تابعة للسلطات الحكومية وقوع التعذيب.
ويخلف نشر شريط الزفزافي شبه عاري موجة من السخط والتنديد وسط المغرب وبالخصوص في منطقة الريف المغربي شمال البلاد. وعلقت جريدة الأول “”كما فعلت الولايات المتحدة بصدام حسين، تسريب فيديو مذل للزفزافي داخل سجنه”، واكتفى محامي الزفزافي وهو محمد زيان وزير حقوق الإنسان السابق بالقول “إذا كانت الدولة قد سربت الفيديو فهو أمر خطير”.
ونقلت جريدة “أخبار اليوم” في طبعتها في الإنترنت عن عبد الصمد الإدريسي، نائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إن تسريب شريط فيديو للمعتقل ناصر الزفزافي القائد الميداني لحراك الريف يذكرنا بسجن أبو غريب، في إشارة إلى سجن التعذيب الذي أقامته الولايات المتحدة في العراق. الإدريسي، شدد في تصريح لـ”اليوم 24″ على أن هناك ” جهتان لا ثالث لهما مسؤولتان عن انتهاك حرية الزفزافي وإيلامه بنشر الفيدو المشؤوم الذي يذكرنا بسجن ابو غريب.
وقال المحلل والأستاذ الجامعي العلام “هذه الجريمة لم تحدث حتى في سنوات الرصاص (الاعتقالات التي نفذها الملك الراحل الحسن الثاني ضد اليسار)، بل لم تحدث إلا في سجن أبو غريب عندما تم تصوير المعتقلين العراقيين من طرف حراس السجن الأمريكيين”، مضيفا “كل يوم يزداد الأمر سوءا في هذه المملكة، التي لا نعلم أين يسير بنا الذين يتخذون القرار فيها!”
ومن جهتها، قالت قالت إيمان اليعقوبي، البرلمانية عن حزب “العدالة والتنمية”، إن محاولات إذلال المواطنين والمحتجين والسجناء كما حصل للزفزافي واقتحام المؤتمرات والمقرات وتحطيم أبواب البيوت الآمنة هي إذلال للمغرب كله”، وشددت على أن كل هذا يهدد استقرار البلاد. وعلق عشرات الحقوقيون والسياسيون على هذا الفعل الذي وصفوه بالشنيع.
وبدون شك، سيزيد تسريب الفيديو من تأزم الأوضاع في الحراك الشعبي الريفي في الريف. وتلتزم الحكومة الصمت ولم تعلق على التسريب.