داعش فرّت الى عمق الصحراء الغربية ومناطق الحدود… وطوبوغرافية الأرض والجغرافية العسكرية والمساحة الواسعة تساعدها على المناورة والاختفاء والتكيّف مع الواقع الجديد، وستكون أخطر إن لم تعالج بالمطاردة والرصد والإرباك والضغط المتواصل لأنها تركت التموضع الجغرافي ولم تعد تتشبث بالأرض بل نزلت واختفت تحتها واتجهت نحو حرب الأشباح والكمائن والعصابات، وأعتقد أن التحالف الغربي يصنّف داعش وبقية التنظيمات الإرهابية المتطرفة (عدوا مفترضا) في حربه على الإرهاب ولا شكّ أنّها متغير أصيل في لعبة الشطرنج وبقاءها تقتضيه قواعد اللعبة بل هي ذريعة البقاء وعلّة الوجود للإنتشار الأمريكي والغربي في المنطقة والإدارة الأمريكية تهندس هذا الملف وتستثمر فيه وتديره بنفس مخابراتي محترف بانتظار نضوج مشاريع التقسيم وإعادة رسم الخرائط وحتى ذلك الحين فالمنطقة مرشحة لمزيد من الصراع والعنف والحروب بانتظار مؤتمر يالطا جديد يعيد تقسيم مناطق النفوذ والهيمنة بين القوى الكبرى ومراكز القوى الإقليمية الذين استدرجوا شعوب المنطقة الى مستنقع الفشل والنزاع والوحل والدماء وجعلوها حطبا ووقودا لحروب وصراعات مدمرة، وهذا المشهد المتأزم يستلزم حنكة وفطنة سياسية وحس جيوسياسي سليم في التعامل الحذر مع تداعيات ومخاطر المرحلة المقبلة وبما يدرأ النيران والحرائق عمّا تبقى من المدن والبيوت الآمنة…
شاهد أيضاً
من بين دخّان البنادق..بقلم ضياء الوكيل*
إن نجت من هذه الفرضية فذلك ليس لقوة فيها، إنّما لضعف عند خصومها..