الإرهاب يستهدف جنوب الوطن وينحر الأبرياء في مطعم فدك غربي الناصرية..؟؟ كيف استطاع؟ ومن أين تسلل؟ وما هي الزاوية الميتة؟من المتواطئ؟ ومن المسؤول ؟؟ ( تحليل أولي) بقلم المستشار ضياء الوكيل

الجريمة الإرهابية المروّعة التي وقعت في (مطعم وسيطرة فدك) على الطريق ما بين محافظتي المثنى وذي قار وأدت الى استشهاد عدد كبير من الأبرياء بينهم أطفال ونساء، لا زال يكتنفها الغموض والمعلومات بشأنهاشحيحة ومتناقضة وحتى بيان الداخلية لم يتضمن أية تفاصيل..!! وهذه الجريمة الإرهابية المشينة لم تحظى بالإهتمام الكافي نتيجة الأحداث السياسية المتسارعة والظروف التي يمر بها البلد وهذا التحليل محاولة لتفكيك ذلك الهجوم الإرهابي والإجابة على بعض من الأسئلة المهمة… أما العمق  فمتروك لتحقيقات الأجهزة المختصة وبالتأكيد لديها الخبر اليقين…

التحليل:

الحادث مركب ومعقد وكبير استهدف إيقاع صدمة نفسية شديدة تنحدر بالوضع الآمن في مناطق الفرات الأوسط والجنوب الى دائرة التوتر والقلق والأزمة والإختراق الأمني من خلال قتل أكبر عدد من المدنيين في جريمة إرهابية مدبرّة استخدمت فيها وفقا لأقوال الشهود الناجين (عجلات رباعية الدفع وأسلحة خفيفة ومتوسطة ومسلحين يتجاوزون العشرة عناصر ) وتوجهت أصابع الإتهام نحو داعش وفي اعتقادي أن تلك المنطقة خارج نشاطات وتأثير داعش الإرهابي لأسباب لوجستية وعملياتية ونفسية وأولها إفتقاره للقدرة والإمكانية والبيئة الحاضنة وهو وإن كان لا يزال يشكل خطرا أمنيا يلقي بضلاله على المناطق الغربية من العراق إلا  أنّه لا يستطيع القيام بعمليات كبيرة ومعقدة يتحرك فيها بحرية في سيارات رباعية الدفع ومسلحين وأحزمة ناسفة وأسلحة مختلفة في وضح النهار مثل ما حصل في غربي ذي قار نهار الخميس 14 أيلول 2017  وأن تعليق الحادث على شماعة التظيم الإرهابي لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها ذلك أنّه أشبه بنفخ الروح في جثة ميتة ومتحللة ومتعفنة وأقصد هنا جثة داعش الإرهابي بعد أن ضاقت على عناصره الأرض بما رحبت بعد معركة الموصل المجيدة التي ألحقت هزيمة مدمرة بالبنية العسكرية والنفسية والمعنوية بالتنظيم المنكسر أما إدعاءهُ المسؤولية عن الحادث فهي وإن (صحت) وأشكُّ في ذلك تعدّ محاولة يائسة إلى لفت الإنتباه وتثبيت حضور واعطاء جرعة معنوية لقطعانه المنهارة وهذا موضوع مخابراتي يتعلق بإدارة المواقع الإرهابية المتطرفة..!!، والمطلوب هو عدم التسرع في إطلاق الأحكام والتعمق في التحقيق لمعرفة المزيد من التفاصيل وكشف الجهات المتواطئة مع الأرهابيين والقتلة إن كانوا دواعش أو مافيات إرهابية مسلحة تحاول العبث بالأمن والإستقرار وتهديد السلم الإجتماعي وحياة الأبرياء ومصارحة الرأي العام بما حدث ورفع حالة اليقظة والحذر والإنتباه وتجنب الغفلة لأنها الزاوية الميتة التي يتسلل من خلالها الإرهاب ومحاسبة المقصرين بشدة وسحب يدهم واستبدالهم بمن هو أكفأ وأحرص بعيدا عن المحاصصة والتحزب، ومن المؤكد أن العراق يتعرض الى مؤامرة كبيرة بدأت فصولها حتى قبل أن تحسم المعركة ضد داعش ومنها الاستفتاء في اقليم كردستان والمخاطر المحدقة بوحدة البلاد إضافة لمحاولات إثارة الفتنة الطائفية والصراع القومي وهذا يستدعي تنشيط الجهد الإستخباري والحفاظ على الأمن والسلم الإجتماعي والتحذير من استغلال هذه الجرائم لإثارة الفوضى والتحريض الطائفي وضرب الإستقرار الأمني والتسبب في مزيد من التدهور .. الرحمة للشهداء الأبرياء والشفاء العاجل بأذن الله للجرحى وحفظ الله العراق وشعبه..

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..