التوغل التركي في شمالي العراق ليس بجديد وهو امتداد لسجل حافل بانتهاك الحدود والسيادة العراقية منذ تسعينيات القرن الماضي.. وتحتفظ تركيا بقاعدة عسكرية دائمة في العمادية وبالتحديد عند منطقتي ( كاني ماسي – مطار بامرني) حيث تتواجد وحدات من القوات الخاصة المحمولة جوا من اللواء البرمائي الثالث وعدد من طائرات الهليكوبتر القتالية مع مرابطة وحدة من العلاقات العامة ( المخابرات) تتولى الإتصال والتنسيق مع دوائر اقليم كوردستان والقوات الأمريكية وتجدر الإشارة هنا الى التواجد العسكري التركي في معسكر زيلكان عند مدينة بعشيقة منذ سنوات.. واعتقد أن التوغلات والعمليات التركية ستستمر وتتصاعد مع وجود ذريعة (حزب العمال الكردستاني) الذي تصنفه تركيا ( منظمة ارهابية) واعتماد نهج سياسي وعسكري توسعي مدعوم بتخويل برلماني للحكومة التركية باستخدام القوات المسلحة خارج الحدود يتم تجديده كل عام.. ولا يمكن فصل الموضوع عمّا يجري في المنطقة من صراع إقليمي ودولي على النفوذ والهيمنة والشمال العراقي في قلب تلك التقاطعات وفي كل الأحوال فأن العمليات العسكرية التركية العابرة للحدود تعدّ انتهاكا للسيادة العراقية وعدوان غير مبرر وإساءة لعلاقات حسن الجوار التي يفترض أن تسود علاقات البلدين الجارين..أما الحلول المتاحة لإخراج تلك القوات المعتدية فهي سياسية ومحدودة حاليا وتقتضي التفاوض بين بغداد وأنقرة حيث تحتفظ الأخيرة بالكثير من أوراق الضغط والإبتزاز والمساومة في حين تراهن الحكومة العراقية على الدعم الدولي والجانب الإقتصادي وتلك العوامل محدودة التأثير وليست مضمونة في ضوء المتغيرات والتعقيدات في المنطقة والإنتظار خير مستشار كما تقول العرب..
شاهد أيضاً
جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*
الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..