الإنحلال الإمبراطوري.. بقلم المستشار ضياء الوكيل*

الرئيس ترامب يلقي حجرا هائلا في البركة الدولية الراكدة ويعلن أنّ بقاء القوات الأمريكية في سوريا وعددها قليل مرهونٌ بتغطية نفقات انتشارها من السعودية والخليج وهذا الطرح غير مسبوق ويعبّر عن تراجع واشنطن عن دورها القيادي على المستوى الدولي والخطير في هذا التصريح المفاجيء أن ترامب يدير القوة العظمى بعقلية التاجر والمقايضة وكل شيء في نظرهِ سلعة وصفقة قابلة للمساومة والابتزاز والبيع والشراء ولا مانع لديه وليس معيب في عرفه من أن يشحذ أو يبتز لتوفير التمويل لجيوشه التي يضعها برسم الإيجار والإرتزاق ولمن يدفع أكثر وهذا ينال من القيم الأميريكية التي فقدت عذريتها في مواقف عدوانية وانتهازية كثيرة ويجرد قوتها الهائلة من النزعة الأخلاقية والحضارية حتى وإن كانت شكلية ولا يمكن وصف هذا الحال إلا بأنه عصر الإنحلال والتراجع للإمبراطورية الأميركية التي تنغلق على نفسها أكثر فأكثر ولم تعد شمسها في وسط السماء إنما هي في انحدار مستمر نحو الغروب وأمام هذا الزمن العاصف علينا كعراقيين أن نعتمد على أنفسنا وليس لنا من حليف وصديق غير أرضنا الطيبة وإرادتنا الوطنية والأهم إصلاح ذات بيننا وتجاوز الفشل السياسي واستخلاص الدروس والعبر من تجربة الماضي القريب وأن نتذكر أن الأوطان تغتال من الداخل قبل أن يستبيحها الخارج وبغير ذلك نضع أنفسنا أمام الحائط ونتجه حتما نحو الكارثة وهذا ما لا نتمناه بكل تأكيد…

*مستشار إعلامي وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية 

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..