هجوم أمريكي وشيك على سوريا.. قراءة في الأهداف السياسية والعسكرية.. بقلم المستشار ضياء الوكيل

أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة فرنسية بريطانية ستوجه خلال الساعات المقبلة ضربة عسكرية باتت وشيكة  الى أهداف داخل سورية ( قواعد جوية،قوات الدفاع الجوي، مقرات عسكرية لقوات النخبة، مواقع أخرى محتملة) وستستخدم على الأرجح صواريخ كروز توماهوك تنطلق من مدمرات وغواصات ترسو في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية وحجم الضربة سيكون محدودا وله أهداف سياسية أكثر مما هي عسكرية وتقرأ في سياق الإفتراض والتحليل على النحو الآتي :

  • إن واشنطن لن تسمح بتغيير موازين القوى القائمة في الشرق الأوسط لصالح روسيا وايران
  • أن وجود ومغادرة القوات الأمريكية على الأراضي السورية لا يعني تخليها عن دورها في المنطقة
  • لن تسعى الضربة الى اسقاط النظام السياسي في سوريا ولا سحق قواته بل تأديبه واضعافه وتحذير حلفائه
  • أمريكا لا تهدف الى مواجهة عسكرية مع موسكو وذلك لن يحدث رغم التصعيد الكلامي بين الطرفين
  •  ولكن على الروس أن يستفيدو من المكاسب التي حققوها في سوريا دون أن ينخرطوا في نزاع مكلف مع أمريكا والغرب
  • لن تستخدم قوات برية أميريكية في الهجوم المحتمل 
  • تفرض قواعد لعبة جديدة تكون ( اسرائيل طرفا فيها) كما حدث في الغارة التي استهدفت مطار تي 4 في ريف حمص
  • تطمئن حلفائها في المنطقة أنها جادة في التعامل بقوة مع المتغيرات القائمة وما يترتب على ذلك من التزامات متقابلة
  • هذ الأزمة فرصة للرئيس ترامب للتملص من استحقاقات تتعلق بالانتخابات وفضائح قيد الملاحقة من المحقق (روبرت مولر)

لا شك أن كل مواطن عربي يشعر بالحزن وهو يتابع التحضيرات لتوجيه ضربة عسكرية الى بلد عربي أنهكته الحرب واستنزفت موارده البشرية والمادية ويواجه اليوم مصيرا مجهولا في ظل حرب وشيكة ستجدد إنتهاك المنطقة وشعوبها المقهورة وتدخلها نادي الخاسرين أما الشعب السوري الجريح فهو الضحية الأولى لأي عدوان جديد وسيدفع الثمن من دماء أبنائه وأرضه المستباحة على يد الإرهاب والمتقاتلين والقوى المتصارعة على النفوذ والثروات .. حمى الله سوريا وشعبها المظلوم وجنب المنطقة وأهلها ويلات الحروب وكوارثها المدمرة..

*مستشار إعلامي وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية 

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..