يبدو أن بوتين قد مد يده إلى شجرة المصالح الأميريكية الحساسة وحاول تناول الفاكهة المحرمة فاستفز واشنطن وجاء الرد بوسائل النار والقوة ، أما السلاح الكيميائي فهو ذريعة ومبرر تضع ترامب وغضبه لضحايا الغوطة أمام علامات استفهام وتعرية كبرى فليس للعواطف مجال لدى رجل المال والصفقات والفضائح.. ترامب ليس الأم تيريزا وقلبه أقسى من الحجر الأعمى وعيونه من زجاج لا دمعة تنحدر حزنا على الضحايا ولا غضب من أجل رفع الظلم أو نصرة الشعوب المقهورة، انه صراع مجرد من أي بعد قيمي وأخلاقي بين الدب الروسي الخائب والفيل الاميريكي السائب وحلفائهم بحثا عن النفوذ والمصالح ونهب الثروات وعندما تتصارع الفيلة والدببة فان العشب هو الضحية…
نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ *** أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ
وَسِوى الرّومُ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ *** فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ
*مستشار إعلامي وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية