كل الدلائل كانت تنذر بانفجار أزمة خطيرة بسبب تردي الخدمات وفقدان الحاجات الإنسانية الأساسية والصاعق هو انهيار قطاع الكهرباء وسط أجواء لاهبة هي الأعلى حرارة في العالم .. والأهم في الأحداث المتسارعة التي يشهدها العراق هو ذلك التحول التاريخي الذي انتقل فيه الغضب والسخط والنقمة على الواقع السياسي والخدمي المرير من حالة السكون والرفض الكامن في الصدور والضمائر إلى حركة شعبية نشيطة عبرت عن نفسها بالتظاهر والاحتجاج السلمي وفي اعتقادي أن من الحكمة السياسية التعاطي ايجابيا مع التظاهرات السلمية وتبني المطالب المشروعة للمحتجين وبما ينفّس عن حالة الإحتقان والتشنج والتوتر لديهم وحمايتهم من المخربين والمندسين وأصحاب الأجندات المشبوهة فذلك يبقي صمام الأمان مفتوحا والأوضاع تحت السيطرة وبخلافه ليس إلا دفع بالأمور والأزمة نحو الانفجار والفوضى .. على السياسي أن ينظر بالبصيرة قبل البصر وأن لا يتغافل عن الغاطس من جبل الجليد فهو الأعمق والأخطر وأن يستثمر الغضب الشعبي على الواقع المتردي للضغط من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد…
*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية