لا أعتقد أن ما تبقى من تنظيم (داعش) سيتأثر بغياب (زعيمهم أبو بكر البغدادي) بعد تواتر الأنباء عن مقتله أو موته سريريا نتيجة إصابته بغارة جوية عراقية.. لأنه غائب أصلا عن سياق الأحداث والتأثير وعاجز عن التحرك والفعل منذ فترة طويلة خاصة بعد انهيار الهيكلية القيادية للتنظيم في أعقاب هزيمته الكبرى في الموصل فداعش لم يعد له تموضع جغرافي محدد وأصبح عدوّا غير معرّف وما تبقى من عناصره التي فرّت من المعارك يلوذون بالصحراء مستفيدين من طوبغرافية الأرض الصحراوية والبيئة غير المستقرة ويحاولون إعادة تنظيم أنفسهم ويلجأون أحيانا إلى أساليب حرب العصابات والكر والفر والإرهاب الجوّال بانتظار المتغيرات السياسية والميدانية التي تتيح لهم معاودة نشاطهم التخريبي ولذلك فأن ( البغدادي حياً أو ميّتا) ليس له تأثير على مجريات الأحداث بحكم مستجدات الواقع الميداني والموازين الدفاعية والعسكرية الناشئة من القتال.. ولكن ذلك لا يعني زوال خطر الإرهاب فالتحدي مرهون في مواجهة الترسانة الفكرية المتطرفة والإيديولوجيا وخطاب التحريض والتكفير والفتنة والكراهية التي يشيعها التنظيم الإرهابي عبر الإنترنيت إضافة الى أن (داعش) ما زال ورقة رهان في لعبة الصراع الإقليمي والدولي وقيد الإستثمار من القوى المستفيدة..!! وفي اعتقادي أن الإستقرار مرحلة لم تبدأ بعد والحرب على الإرهاب لا زالت قائمة وباب المفاجآت يظل مفتوحا على كل الإحتمالات في غياب الحلول السياسية…