هذه الصورة عرضها الرئيس الأمريكي مع تغريدةٍ نشرها عند مغادرته قاعدةَ (عين الأسد) وأثارت جدلا وانتقادات واسعة في الأوساط الأمريكية اتهمت ترامب بكشف أسرار عسكرية قد تعرّض أمن وحياة الجنود الأمريكان للخطر وطالبته بحذفها من حسابه..!! ولكن الأهم من هذا الجدل أن الصورة كشفت عن خلل وأزمة ثقة في التعاطي الرسمي العراقي مع ملف التواجد الأمريكي في العراق والذي يستند على نفي وإنكار مطلق أي تواجد لوحدات قتالية أمريكية في قاعدة (عين الأسد) وغيرها من المعسكرات وأن الوجود الأمريكي لا يتعدى المستشارين والمدربين..!!؟؟ وهذا يناقض الحقائق على الأرض والصورة أبلغ من الكلام..
ولكن لماذا ومِن أجل مَن هذا الإنكار والنفي وإخفاء الحقائق..؟؟ والأمريكان يؤكدون في كل يوم وجودهم ( متعدد الأغرض) في العراق بالصورة والتصريح والتلميح وكأنهم يحشروكم بتعمدٍ ومكرٍ وسابق تصميم وإصرار في زاوية الضعف والكذب والتسقيط أمام الرأي العام.. لماذا لا تغيّرون قواعد اللعبة وتسقطون هذه الورقة من يد الأمريكان والخصوم بالمكاشفة والصراحة والصدق .. فلم يعد مجديا وبات محرجا الحديث عن السيادة في ظل هذا الواقع الملتبس .. فالوجود الأمريكي (وحدات قتالية) لا ينفيه الإنكار ولا يحتاج إلى دليل لأنه مثل الشمس في رابعة النهار والمتنبي يقول: وليسَ يصحّ في الإفهامِ شيءٌ *** إذا أحتاجَ النهارُ إلى دليلِ
*مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة وخبير في شؤون الأمن والدفاع