نُشرت هذه المقالة في الأصل كجزء من مجموعة من التحليلات لمدونة “كارنيغي ديوان”. اقرأ المقالة بأكملها في هذا الرابط.
“لا أعتقد أن «منظمة حلف شمال الأطلسي» ستشكل بالضرورة جبهة موحدة رداً على شراء تركيا لمنظومة «أس 400». فأساساً إن عدداً من الدول الأعضاء في حلف «الناتو»، مثل المجر (هنغاريا)، موالية لروسيا. أضف إليها إيطاليا التي تقودها حكومة شعبوية تميل إلى روسيا. والأكثر من ذلك، أن الأسرة الأوروبية الأوسعنطاقاً ضمن حلف «الناتو» ليست متحالفة تماماً مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن بسبب التفاعل والتداخل بين سياسة واشنطن والديناميكيات عبر المحيط الأطلسي. وبالتالي لا أتوقع أن تدعم كافة الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو» واشنطن في تصدّيها لقرار تركيا بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية. وسيكون ذلكمختلفاً تماماً عن الجبهة الموحدة التي شكلها «الناتو» عام 2013 عندما أعلنت تركيا أنها ستدرس احتمال شراء منظومة دفاع صاروخية صينية الصنع.
ومع ذلك، قد يتسبب إقدام أنقرة على شراء منظومة «أس 400» بتدمير العلاقات الثنائية الأمريكية – التركية. فمن شبه المؤكد أن تفرض واشنطن عقوبات على أنقرة في حال مضت تركيا قدماً في تنفيذ قرارها. وفي هذا الصدد، أعتقد أن البيت الأبيض استخلص عبرة من مقتل جمال خاشقجي. فبما أن إدارة ترامب أخرجت إلى حدّ ما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من المأزق، فقد اتخذ الكونغرس الأمريكي خطوات قوضت فعلياً أساس العلاقة الأمريكية – السعودية. ولمنع تكرار أرجحية مماثلة، سوف يتعرض البيت الأبيض لضغوط شديدة لفرض عقوبات صارمة على أنقرة. علاوةً على ذلك، قد يفرض الكونغرس عقوباته الخاصة على تركيا.
عادةً أنا متفائل باعتدال عندما يتعلق الأمر بمستقبل العلاقات الأمريكية – التركية. لكنني هذه المرة متشائم بحذر”.
*سونر چاغاپتاي هو زميل “باير فاميلي” ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، ومؤلف الكتاب: “السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة“.