إحذروا الغفلة فالحرب قادمة.. بقلم ضياء الوكيل

الرئيس الأمريكي يزعم أنه ألغى ضربة لإيران قبل عشر دقائق من تنفيذها والسبب وفقا لوصفه (احتمال مقتل 150 شخصا )..!! وتلك مناورة إنتهازية ماكرة وهي ليست الجواب الحقيقي لمقاصد وأهداف الإدارة الأمريكية في المنطقة بعد إسقاط الطائرة المسيرة في مياه الخليج..!! وفي إعتقادي أنه يضمر غير ما يعلن ويستخدم أقصى تقنيات الدعاية الإعلامية والسياسية والنفسية لكسب المزيد من التأييد لمواقفه المتشددة تجاه إيران.. بآختصار أنه يسعى إلى تحقيق هدفين استراتيجيين مهمين: (الأول) دفع الجمهورية الإسلامية نحو مربع ( الإدانة والتسقيط والعزلة) ووضعها أمام خيارين أحلاهما مُر(إمّا الإذعان لأمريكا أو مواجهة الحصار والحرب) مستخدما كل وسائل الضغط المتاحة لديه وآخرها التوجه بالشكوى إلى مجلس الأمن، (الثاني) تهيئة المسرح السياسي الدولي والرأي العام في داخل وخارج أمريكا لتقبل سياسة التشدد وإجراءات الحصار الإقتصادي والعمل على تشكيل تحالف دولي مناهض لإيران تمهيدا لمرحلة العدوان العسكري على الشعب الإيراني المسلم بأقل ما يمكن من الخسائر المادية والسياسية والعسكرية وتحجيم المعارضة المحتملة..

لا شكّ أنّ الرئيس ترامب يستثمر في حادثة إسقاط طائرة التجسس إلى أقصى الحدود السياسية والدعائية ووفقا لحسابات الربح والخسارة التي يبرعُ فيها وحملته المضللة تشبه تلك التي سبقت العدوان على العراق عام 1991 ، وذلك يقتضي الحذر وتجنب الغفلة والتحسب للزوايا الميتة وحذف مفردة المفاجأة من قاموسنا السياسي لأن ذلك الحدث لا زال يتفاعل في الكواليس الدولية والدعوات الأمريكية للتفاوض مع إيران هي للتغطية على ما يجري على الأرض من حشود وتحركات سرية ومعلنة، والحرب لا زالت خيارا متقدما لدى الإدارة الأميريكية والعراق جزء من المسرح الإستراتيجي الإقليمي بحكم عوامل الجغرافية والتاريخ ولن يكون بعيدا عن التجاذبات الإقليمية والدولية وتداعياتها الخطيرة .. فماذا أعددنا لمواجهة الزلزال القادم.. ؟؟

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..