المستشار ضياء الوكيل

قانون (حظر الخمور) يتجاهل التعدد والتنوع في تركيبة المشهد العراقي، وينظر بعين واحدة لمكوناته وألوان أطيافه التي أقرّها الدستور،ولا يخلو من الوصاية على عقول الأخرين ويتعامل معها وكأنها قاصرة أو لم تبلغ الحلم وسن الرشد بعد لتحدد لها ما هو الحلال والحرام والمسموح والممنوع على المستوى الشخصي، وبما أن (كل ممنوع مرغوب) فأن تجارة المشروبات الكحولية سوف تزداد في السرّ وذلك له تداعيات سلبية كبيرة على الأصعدة الإجتماعية والمالية والأمنية والقضائية..!!

إذا كان التاريخ عقلاني في جوهره كما يقول (هيجل)، فلا مكان للمصادفة فيه.. لأنها ليست من أعمال العقل، وما يجري في محافظة ديالى يخضع لهذا القياس وأحكامه، وعوارض الفرضيات فيه..

التضامن مع أسر الضحايا ومواساتهم خطوة انسانية مهمة على طريق التهدئة لكنها لا تكفي إن لم تقترن بمسارين (أمني وقضائي) وخطط محكمة لملاحقة المجرمين والقتلة والمحرضين على العنف والقتل والقاء القبض عليهم وتقديمهم الى العدالة.. ومحاسبة المقصرين في حماية الأمن والأرواح والدماء التي استبيحت ظلما واستهتارا وعدوان..

إيهٍ أبا عمّار.. ستونَ عاماً مضينَ، كأنّها والدهرُ حربٌ عليك، والصبرُ يَنزِفُ في جانحيك، وأنتَ لا تدري متى الأيامُ تطفئُ مقلتيك، هوّن عليك..

ما هو تعريف(المحتوى الهابط) وإلى أيّة معايير يستند..؟؟ وهل تكفي الحلول القانونية والأمنية لإيقافه..؟؟ وهل يمكن كسب معركة العقل والأخلاق والهويّة بالوصاية والتخويف والقوّة..؟؟ وماذا عن(المحتوى الأسوأ) على شبكة الانترنيت..؟؟

الأمر جلل ويستدعي التضامن والمواساة والكلمة الطيبة، ومن يستطيع المساعدة فذلك من عزم الأمور، وأي حديث يخرج عن هذا (الوصف والمعنى) لا يندرج إلا تحت عنوان(الشماتة)،وذلك خارج قاموس الأخلاق والدين والقيم الإنسانية..

اختراق المنطاد الصيني للأجواء الأمريكية، وتحليقه فوق رؤوس الأمريكان وفي عقر دارهم، وفوق صوامع صواريخهم النووية في ولاية مونتانا، شكل صفعة مهينة للمخابرات وأجهزة الرصد الأرضي والجوي وأسلحة الإنذار المبكر الأمريكية، ورغم محاولة واشنطن التقليل من أهمية الحدث إلا أن ذلك لا ينفي أن المفاجأة كانت قاسية، والدرس بليغ، وستكون له تداعيات خطيرة على المسرح الإستراتيجي الدولي، والمنطقة العربية ليست بعيدة عن سياق هذا الوصف..

تسمية(سرقة القرن) أطلقتها صحيفة اللوموند الفرنسية على (قضية اختفاء أموال المودعين) في المصارف اللبنانية، وفي العراق هناك من استعار هذا العنوان لتوصيف (سرقة أمانات الضرائب)، واستخدامه لم يكن مصادفة صنعها القدر، وقد تكون وصفة هدفها التعمية أو التغطية على (سرقات أكبر حجما وأكثر خطورة) ما زالت غاطسة في مشهد الفساد المتغوّل والمستشري بشكل كارثي وخطير في الجسد العراقي الجريح، وإذا ما افترضنا جدلا أنها(سرقة القرن)، فماذا نسمي اختفاء..

هذه المناورة وإن كانت لا تخيف الغرب لكنها تثير القلق لديه، وهذا هو المطلوب على جبهة الحرب النفسية التي تشنها روسيا ضد خصومها ..

المطلوب اتخاذ اجراءات عاجلة، واستنباط حلول معقولة وسريعة.. تحمي الفقراء وخبزهم وجيوبهم وكرامتهم من تجار الأزمات والسياسة، وسماسرة الدولار، ومهربي العملة وغسيل الأموال، ومن يحميهم ويتستر عليهم في الخفاء والعلن..