المستشار ضياء الوكيل

ما يحدث في العراق سيفيض على جواره ومن هو أبعد بتداعيات يصعب حساب نتائجها، وهذه الفرضية جعلته بندا دائما في حسابات المصالح والأطماع الاقليمية والدولية، وأحد مفاتيح قراءة الخريطة السياسية، ما هو مكشوف منها وما هو مخفي..

بعض الأزمات تصلُ الى طريقٍ مسدود، وأبوابٍ موصدة، تستعصي معها الحلول السياسية والأمنية والاقتصادية، وإن كان لها حلول تاريخية..

هل رأيتم دما يشخبُ بينَ السطور..؟؟ إنّي رأيت جبلا ينزف مثل الذبيح، وقد عصفت بأركانه الريح..!! يبكي على أكتافهِ البردي، وتخشع النخيل، ونحن في الزمن الجريح، فكيف بالزمن القتيل..؟؟

إنّ ما يجري من أحداث ليس (فوران مرحلي) أو مصادفة تاريخية، إنّما (حقائق سياسية) تمضي نحو وجهتها بقوّة الأمر الواقع وليس بفرض الإحتمال..

استخدام المفتاح في غيرِ بابهِ قد يؤدي الى كسرهِ أو إحكام اغلاقهِ بدلا ًمن فتحهِ ومعرفةِ ما ورائه..

العراق ينتج تاريخا أكبر من قدرة المستوى السياسي على الاحتواء أو التعاطي الحكيم مع حركته وقوانينه..

الغايات الوطنية والإنسانية الكبار تحتاج الى التحلّي بالحكمة، والاستعداد للتضحية، والتدثر بصبر أيوب، وتجرع الدواء المُر، وهذا التوصيف يشمل جميع الأطراف دون استثناء، فالأمر جلل، ومصير العراق وشعبه أمام مفترق طرق، ومنعطف تاريخي خطير..

هذا جانب من صراع استراتيجي محتدم بين الدولتين، ومن تداعياته تصاعد حدّة التوتر في المنطقة، والعراق ليس بعيدا عن موقد النار..

الكلّ ينهش بلحمه حيّاً، ويستحمّ بدماء أبنائه.. 

الحل لا يخضع لأحكام السياسة لوحدها، فذلك ليس كافيا من غير رؤية استراتيجية تأخذ بالاعتبار حقائق الجغرافية السياسية، وقوانين وحركة التاريخ..