روسيا اليوم 15 أيار 2015 / تناولت صحيفة “كمسمولسكايا برافدا” نتائج التحقيقات التي اجراها الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش، بشأن الكيفية التي تمت فيها تصفية بن لادن والتي تتنافى مع ما أعلنته واشنطن الرسمية. وجاءفي مقال الصحيفة:
تبقى إحدى العمليات الناجحة التي نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية الخاصة بقتل رئيس تنظيم “القاعدة” اسامة بن لادن أحد ألغاز القرن الواحد والعشرين. لأن الرواية الرسمية تشير الى ان مقاتلي الاستخبارات الأمريكية الشجعان تابعوا تحركات الارهابي رقم واحد في مدينة أبوت آباد الباكستانية، هي رواية عرجاء. منذ البداية شكك الخبراء بصحة هذه الرواية. والآن بعد ان نشر الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر، يمكن اعتبار الرواية الرسمية، رواية مزورة.
يؤكد هيرش استنادا الى المعلومات التي حصل عليها من مسؤول متقاعد رفيع المستوى في الأجهزة الأمنية، على ان رئيس “القاعدة” كان قد اعتقل من قبل المخابرات الباكستانية عام 2006 ، أي قبل قتله من قبل القوات الأمريكية الخاصة بخمس سنوات.
كان بن لادن يعيش بهدوء في مدينة أبوت آباد تحت رقابة الأجهزة الأمنية الباكستانية. وحسب تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية لم يكن يشكل أي خطورة تذكر، لأنه كان بحالة صحية سيئة جدا. بمعنى آخر كان مقعدا، وان “القاعدة” كانت تنفذ عمليات ارهابية من دون أوامر وتعليمات من المركز
يورد هيرش ادلة وبراهين على ذلك، ويقول ان مكان إقامة بن لادن كان يعرفه على اقل تقدير اثنين من المسؤولين الكبار- رئيس اركان القوات البرية الباكستانية اشفق برويز والمدير العام لأجهزة الاستخبارات الباكستانية، الجنرال أسد دوراني، وكانت السلطات الباكستانية تحاول “بيع” بن لادن الى الولايات المتحدة بصفقة مربحة.
ولكن واشنطن حصلت عليه بسعر بخس، حيث مقابل 25 مليون دولار اخبرهم أحد موظفي المخابرات الباكستانية بمكان وجوده. وللتأكد من صحة هذا الأمر، ومن أن الشخص المقيم هناك هو اسامة بن لادن فعلا، طلبوا من المسؤولين العسكريين الباكستانيين تزويدهم بالحمض النووي الخاص بـ “المعتقل” في أبوت آباد، وهددوهم في حالة رفض هذا الطلب بأن كافة المساعدات الأمريكية سوف تقطع عن باكستان. هذا التهديد أجبر السلطات الباكستانية على الموافقة على هذا الطلب.
أي ان تصفية بن لادن لم تكن أمرا معقدا أبدا، حيث فتحت الأجواء الباكستانية أمام القوات الأمريكية الخاصة وزودوهم بخارطة مفصلة عن المجمع السكني الذي عاش فيه بن لادن
حسب رأي الصحفي هيرش، هذا يشير الى عدم وجود أي تبادل لإطلاق النار بين هذه القوات وحرس بن لادن. كل ما هنالك اختلقت المخابرات الأمريكية هذه القصة، للتهرب من سؤال مهم – أين كان انصار بن لادن وحرسه الشخصي؟ الجواب الوحيد على هذا السؤال هو ان بن لادن كان أسيرا.
من جانبه فند البيت الأبيض رواية الصحفي هيرش، وأبقى السؤال “كيف قتل بن لادن؟ ” ضمن قائمة الألغاز السياسية الأبدية على غرار “من قتل جون كيندي؟”.