حشر ومحاصرة الملايين داخل أزمتهم الإقتصادية، والمعيشية، والخدمية، يحوّلهم إلى كيان سلبي، غائب عن الوعي، عاجز عن الفعل، فاقد للأمل، وأقصى مطالبه، تأمين حاجاته الأساسية والضرورية ( الكهرباء، السكن، الغذاء، فرصة عمل، الأمن، الصحّة)..!! وذلك الوضع المزري، يتزامن مع قذائف إعلامية موجهة، تمطر على رؤوس من يتصادف تحتها، كل تلك الضغوط الهائلة، تقلل من درجة الإندفاع الوطني في مواجهة التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية، وتضعف الإهتمام بما يجري من (فساد، بطالة، فشل، تردي الخدمات)، وأقسى أنواع الضغوط وأخطرها تلك التي تسحب على حدّها المساس برغيف الخبز، أو حرب البطون والأرزاق، وهذه حدود المغامرة القصوى للعبة، وما بعدها ليس إلا الإنفجار والإنهيار، وعند هذه الخطوط الفاصلة والعاصفة، والتي تستلزم التهدئة، يفتح صمام الأمان للتنفيس عن الإحتقان الشديد، وتنطلق التصريحات من قبيل ( أعددنا خطة طوارئ إقتصادية، سنقترض من الداخل والخارج، سنصرف الرواتب، ونستورد الكهرباء، ونحقق الإصلاح والعدالة)..!! وعلى الرغم من أنّ غالبيتها لا تستند الى برامج وخطط واضحة، وليست أكثر من طلاء جدارٍ آيلٍ للسقوط، إلا أن البعض يعدّ استلام الراتب والإستحقاق للموظف والمتقاعد منجزا يستحق الشكر والإشادة..!! عند هذه اللقطة تطفأ الأنوار، ويسدل الستار، على أحد الفصول في المسرحية السياسية المملّة.. في حين يستعد الممثلون لتأدية المشهد التالي، وقد يتبادلون الأدوار ،وفقا لمقتضيات الظرف، والمصلحة، وكاتب السيناريو.. إنّه فولكلور السياسة.. في عرض مكرر على مسرح العرائس..!!؟؟
يقول نزار قباني.. (احترق المسرح من أركانه و لم يمت بعد الممثلون ، وكل ما نملك أن نقول .. إنّا إلى الله لراجعون)..
الشعب بقى على الحديدة يا مولاي