الولايات المتحدة الأمريكية تعيد صياغة التوازنات الإستراتيجية، والخطوط الحمراء.. في الفضائين الإقليمي والدولي، وبأبعادها الثلاثة(السياسية، الإقتصادية، العسكرية)، عبر تكتيك الإتفاقات الثنائية، وتفكيك وتجزئة المسرح الإستراتيجي الدولي، وبما يضمن مصالحها الحيوية، واحتفاظها بقواعد ثابتة، وهذا التكتيك يتيح لها فائضا من القوة العسكرية، تعيد إنتشاره لمواجهة (أنماط جديدة من الصراع) على الساحة الدولية، وبدأت باتفاق الدوحة مع طالبان، وحاليا تسعى إلى إتفاق ثنائي مع العراق، والحوار مع طهران ضمن هذا السياق ولكن الظروف السياسية لم تنضج بعد للمباشرة فيه، والأسلوب الذي تتبعه واشنطن هو ( سياسة العصا والجزرة)، وعلى النحو الآتي: (سلاح الإقتصاد، الردع العسكري، التلويح بالمساعدات لتشجيع التعاون)، وهذا التكتيك لا يشمل البؤر المتوترة فقط إنّما المستقرّة والحليفة أيضا، والدليل هو خطط البنتاغون لسحب جزء من القوات الأمريكية من ألمانيا واليابان، وليس بعيدا عن هذه الإجراءات ما يجري في شمالي أفريقيا الذي يعدّ الجبهة الجنوبية لحلف الناتو أو سقف المتوسط حيث يرابط الأسطول السادس الأمريكي وقيادته في نابولي الإيطالية، أما في سوريا (فقانون قيصر) الذي سيطبق في 17 حزيران الجاري ضمن أسلحة الإقتصاد، وحتى تكتمل الصورة والمشهد لا بد من النظر إلى قرار إعادة بناء الأسطول الثاني ليرابط عند شمالي الأطلسي في مواجهة التهديد الروسي المتزايد، وبعد اتهامات لموسكو بأنها تنتهك اتفاقية ( الأجواء المفتوحة) الموقعة في العام (1992) وتستغلها لتوجيه أسلحتها باتجاه البنية التحتية للإتحاد الأوربي والولايات المتحدة، أمّا الصراع مع التنين الصيني فتلك قصّة التنافس القادم على إمارة العالم، (الخلاصة): أمريكا تعيد إنتشار قواتها إستعدادا لمرحلة جديدة من الصراع، وليس بالضرورة أن يكون عسكريا ولكنه غير مستبعد، والقوة العسكرية هنا تمنح التحركات والمشاريع السياسية غطاءا وفاعلية لمواجهة ما تصفه واشنطن (محاولات للإنقلاب على توازنات القوى الدولية)..
شاهد أيضاً
جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*
الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..