لم تنقطع علاقتي بذوي الشهداء الضباط من أهالي الطارمية الكرام، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على استشهادهم رحمهم الله، ورغم قسوة المصاب والظروف، لم ألمس من ذويهم سوى الولاء للعراق، وحبّهم لأرضهم، وتعاونهم المشهود مع الأجهزة الأمنية، وتصديهم للتطرف والإرهاب، ولا يمكن استغلال حادثة الشهيد العزيز العميد الركن علي حميد الخزرجي (رحمه الله)، لإطلاق صيحات الثأر والإنتقام والعقاب الجماعي، والدعوة إلى تجريف البساتين، وتهجير السكان، حتى قبل بدء التحقيق الأولي، وكشف الملابسات المحيطة بالحادث، فذلك خطأ أفدح من الخطيئة، سيدفع بالأمور نحو مزيد من التوتر والتصعيد والأزمات والنزاعات التي لا تنتهي، والأفضل أمنيا ووطنيا وإنسانيا، هو التركيز على البحث عن القتله وتقديمهم للعدالة، وعن نقاط الضعف في الجهد الاستخباري والأمني التي أدت الى إستشهاد آمر اللواء 59 والعمل على تقويمها، ومراجعة الخطط الأمنية، والمزيد من اليقظة والحذر والإنتباه، وتجنب الغفلة في التعامل مع الواقع الميداني، والدعوة الرشيدة إلى تعزيز العلاقات مع العشائر العربية الكريمة في تلك المنطقة، والإستماع إليهم، وإشراكهم في مهام حفظ الأمن بكل الطرق المتاحة، فذلك مكسب لهم وللدولة والمجتمع، ويضمن الأمن والإستقرار، ويوفر المعلومة الإستخباراتية المطلوبة، ويضع الأمور في سياقها الصحيح، فلا تدسّوا الملح في جرح العراق النازف.. بخطابات غير مسؤولة، ولا تسمحوا للرياح السوداء بالتسلل إلى الخريطة المريضة، المثخة بالإنقسام والفساد والمحن، لا تصرّوا على الرهانات الفاشلة، وتوقفوا عن السباحة في المياه المفخخة، وأوقفوا الإنحدار المريع الذي يجتاح الخرائط والنفوس.. يكفينا فشل، وخراب، وكراهية، واستباحة، ودعونا نعيش بسلام في وطن آمن، فنحن نستحقّ الحياة أسوة بالآخرين من بني البشر..
شاهد أيضاً
جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*
الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..