دخلت ردهة المرضى، وسمعت سعالا وبكاءا وفوضى، رأيت أحدهم يصيح، بصوت ذبيح، هل من معين، هذا والدي يحتضر، تعصرهُ الحمّى، ويطحنه الأنين، فمن ذا ينفخ الأنفاسَ في الصدر الطعين، وقد غاب الأوكسجين، ولا ندري، هل شربتهُ الأرض، أم أكلهُ الدود..يا ثمود؟؟ أو ابتلعه الحوت، والناس تموت، ورئاتهم فوق صدورهم، وقبورهم تترى، والناقة تتبعها أخرى، والخفافيش تسود يا ثمود، ولا زال الشاهد أبكم، والجرح في معراجكم يختم، ولهُ في الناس ألف دليل، وسمعتُ صوتاً يشبهُ العويل، والليل الطويل، لعجوزٍ ثكلى، تبكي حفيدها وتنوح.. ( ما بيع طوكي والملكّح على النخل، تسعين ليلة والبشير يلوح)، كان كلّ شيء فيها ينوح، وتكفّنت بالحزن أنفاسا وروح، إنّه زمن الحزن والدمع والهوان، ومحنة الإنسان، وترامت من كلّ فجّ تهاويل السؤال؟ بانتظار الجواب، إلى متى هذا العذاب..؟؟ يا أرضنا الطيّبة؟ يا خَرِبَه؟
شاهد أيضاً
أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل
لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..