تكلّم حتّى أراك.. بقلم ضياء الوكيل*

 

ما هو التكييف القانوني، والتعريف السياسي، الذي تعتمده الحكومة العراقية ومؤسساتها الرسمية في التعاطي مع (هجمات الكاتيوشا)..؟؟ والسؤال هنا مفتاح لتفكيك شيفرة قد تبدو غامضة في الخطاب الحكومي تجاه قضايا وملفات ذات بعد حيوي وحساس، والنموذج الذي لفت نظري هو البيان الرسمي حول (هجوم الكاتيوشا) على معسكر التاجي (مساء الإثنين المصادف27 تموز 2020)، وما ورد فيه من تفاصيل حول سقوط ثلاثة صواريخ على مواقع للقوات العسكرية العراقية و(الخسائر الكبيرة) التي الحقها الهجوم بمخازن المدفعية والأسلحة العائدة للجيش العراقي، وبضمنها إحدى الطائرات التابعة لطيران الجيش، ولكن رغم هذه الخسائر والأضرار التي وصفها بالكبيرة، إلا أنّ البيان لم يرد فيه (توصيفا قانونيا واضحا) للهجمات، بمعنى لم يضع تصنّيفا عسكريا وأمنيا يحدد (صفة) الهجمات ومنفذيها، مثلا هل هي نيران معادية أم غير ذلك ..؟؟ ولم يوجه صراحة (الإتهام أو الإدانة) لعمليات القصف ومنفذيها، باستثناء ما وصفه (بملاحقة الضالعين بالهجمات) وتقديمهم للعدالة، ومفردة (ضالعين) كناية أو تعبير بديل عن (المهاجمين)..!! وهي مفردة (حذرة جدا) وتعني في معجم اللغة (المشاركين)، وهذا التوصيف (الدبلوماسي الحذر) يعكس جانبا من كواليس القرار السياسي العراقي، ويكشف بعدا غائما من خلفية الصورة وضلالها، وقديما قال سقراط ( تكلّم حتى أراك)..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.