في مزاد اللصوص، كلّ شيءٍ بضاعة، تُشْترى وتُباع، الأرضُ والإنسان، الماءُ والهواء، الغيم والمطر، حتى الخرائب والمقابر والذكريات القديمة، والأشجار الذابلة، وما تبقى من الأماني والصّور، كلّها معروضةٌ للبيعِ في سوق البغايا والتتر، وقد صاح المنادي: أيّها الناس.. من يبدأ المزاد؟؟ فردّ أحدهم: توقف يا هذا..!! ألا تعلم أنّ كلّ شيءٍ مُباع..!! إنّما جئنا لنقتسم المشاع، وما تبقى من المتاع، قال حسنا: لكم البردي، وحناجر القصب، وأوشال الملح، وبهارات السمك، والبخور، والخبز والتنّور، ودمعة الطين، والناي الحزين، كلّ شيءٍ لكم..!! ولنا أباريق العطر، والكافيار، والقاتِ والأفيون، والمال والبنون، والليل والسفر، وأنخاب الظفر، قال أحدهم ( هذهِ قسمةٌ ضيزى)، فردّ كبيرهم.. يا أخوّة التيهِ والفساد والصخب، لكم حقّ الاعتراض والشكّ والعتب.. ولنا حقّ المتاع والإنتفاع، وانتهى الإجتماع، بين بناتِ آوى، وشلّة الضباع، بتراتيل الحمدِ والدعاء، وما تيسر من سورة الشعراء..
شاهد أيضاً
لا تيأسوا.. بقلم ضياء الوكيل
يا أيّها الناس.. لا تقولوا الوداع، فكلّنا في غدٍ راحلون، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ)*، وليكن قبري وطنْ.. وقصّةَ موتي ولادة..