فيروز.. إسطورة الشرق وأميرة القلوب.. بقلم ضياء الوكيل ( مرفق فديو)

مهداة إلى السيّدة فيروز إسطورة الشرق وحورية الفن الرفيع .. 

فيروز هذا الطائر المغرّد، والصوت الساحر المترع بالأناقةِ والجمال، يصافحُ الصباح مترنماً كأنّهُ عزيف الجن، أو صوت حورية من حوريات ( أوليس)، يأسرُ القلوب والأسماع، ويكتسح الوجدان، ويورق في حنايا الروح، وينساب في شرايين الدم، لينثر همسه ونجواه، عطرا، وتفاؤلاً، ومحبّة..

فيروز الأسطورة، والحنجرة السحرية، الصوتُ القادمُ من السماء، المسربل بالضوء والنجوم والألوان، يرفرف بجناحيه الخفوقين، في دوحة النغم واللحن الشجي، يعانِقُ بعطره ظلّ الأَرزة العجوز، وأريج الصنوبر، والحقول والوديان، وينادم شيخ الضيعة، ومسبحته الأنيقة، ويواسي بنغمةٍ شجيةٍ مشحونة بالحزن الشفيف، ملونة بالرقّة والرهبة والقلق، تراب العروبة الجريح، والمدائن التي صوّحتها الحروب وطحنتها الخيبات والغربة والخرائط المستباحة، ولكن فيروز العظيمة تطوي برقّتها وصوتها الدافيء الحنون، تلك الحسرة الموجعة، وتلملم السنابل المتهاوية، وتعود بأناقة حضورها، لتحلّق في حديقتها الخضراء، لتقطف لنا ما يطيب لها من أنغام وأغنيات معطّرة بالشهد والرقّة والطرب، وتنثرها فوق صباحاتنا النديّة المتلهفة لها، ولسماع صوتها العذب الجميل، لتهبها أملا ملونا بالأمنيات، ينفض عن قلوبنا وأرواحنا، هموم الأيام الصعبة، ويوقظ خيوطَ الذكريات الخوالي، فكسبت بجدارة الإبداع والأصالة، حبّ وإعجاب العرب جميعا…

فيروز وإن آعتكفت في هيكل الفن المقدس فأنها حاضرة معنا بصوتها، وعذوبة إحساسها، وعبقرية فنّها الخالد، نجمة بهية في سمائنا وثقافتنا، وسفيرةً لقلوبنا ومشاعرنا الإنسانية، ومحبتنا ووفائنا لها باق ما بقيت الحياة والفن والإنسان، وما بقي الصباح والشمس، وأغنيات الأمل والحبّ والياسمين.. تحية لأميرة القلوب وأسطورة الشرق.. السيّدة فيروز… ومبروك تقليدها وسام المحبّة والوفاء الإنساني، في رحاب بيتها العامر، وبيد الرئيس الفرنسي ماكرون شخصيا، وذلك إستحقاق بجدارة المنجز الفني الخالد، والتاريخ المتوّج بالعطاء والإبداع والمجد العظيم…

شاهد أيضاً

لا تيأسوا.. بقلم ضياء الوكيل

يا أيّها الناس.. لا تقولوا الوداع، فكلّنا في غدٍ راحلون، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ)*، وليكن قبري وطنْ.. وقصّةَ موتي ولادة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.