سياسة إخضاع الشعوب وترويضها، وإنهاكها، صناعة قديمة، تعتمد حشر المجتمعات في أزمات لا تنتهي، وتحويلها الى كيانات سلبية غائبة عن الوعي، عاجزة عن الفعل، وبالتالي شلّ قدرتها في الدفاع عن مصيرها، وأقصى مطالبها ( الأمن، الكهرباء، الغذاء، البطالة، الرواتب، الفساد)، بمعنى تقليل درجة الإندفاع الوطني، وتآكل رغبة التطور والتحضر والتقدم وبناء الدولة، وتحويل جذوتها في النفوس إلى رماد، وفي غالب الأحيان توضع المجتمعات أمام خيارين أحلاهما أشدّ مرارةً من الحنظل، إمّا القبول بالسيء أو مواجهة الأسوأ، وهي تشبه صفقة للمساومة على الموجود بما فيه من فساد وجرائم وظلم وفقر أو الذهاب إلى المجهول وما يحمله من ضياع وخراب، وكلاهما مرفوض، ويشبه إلى حدّ بعيد مبدأ إقتصادي معروف وخلاصته (إن أردت أن تروّج لسلعة رديئة فعليك بإغراق السوق بما هو أردأ منها..!!؟؟)، ولكن هذه السياسة الفاشلة والعقيمة لا تصمد طويلا، وتشيخ مبكرا، وسقوطها سريع، وتلك حتمية التاريخ..
*مستشار وناطق رسمي سابق(2012-2013)