محنة العراق أن أزماته المستعصية والمزمنه، باتت تفوق قدراته على الحل، والأسباب داخلية وخارجية، فعلى أرضه تتصارع إرادات إقليمية ودولية على جوائز إستراتيجية ليس لها مثيل في التاريخ، وحروب بالوكاله يتداخل فيها المحلي والإقليمي والدولي، حتى وصلت الى تقاطعات حرجة، ومنعطفات خطيرة، قد تؤدي إن استمرت الى الفوضى العارمه، وإنهيار شامل للدولة، أو خروجها من الجغرافية السياسية لدول المنطقه، وأي محاولة لترتيب المسرح الإستراتيجي للبيت العراقي ستواجه سياسيا على الصعيد الداخلي (بالتحفظ،الإعتراض، التشكيك،التعطيل)، خاصة الملفات الحساسه، والسبب (في إعتقادي) أن بعض القوى تربط ما بين الشأن العراقي والصراعات في المنطقه(وان كان ذلك غير معلن)، بمعنى أنّ أية ترتيبات للوضع الإستراتيجي في العراق يجب أن تمر عبر بوابة اللاعبين الإقليميين والدوليين، أو عبر سلّة تفاوضية تشمل كل ملفات الشرق الأوسط والخليج، والعراق أحد أهم أوراقها، هذه قواعد اللعبه الحاليه، أو المأزق الحالي، وإلى حين إنعقاد مؤتمر يالطا جديد، لتقاسم النفوذ بين القوى المتصارعه، وذلك (مستبعد في المدى المنظور)، فأن كل شيء (مؤجل وموقوف عند حدود الإضطراب والتوتر)، وباب المفاجآت مفتوح على كل الإحتمالات.. بما فيها السيناريو الأسوء، لست متشائما من غير سبب، ولكن لا شيء يدعو للتفاؤل..
من المأثور.. تشكو الشجرة من فأسٍ تخترقُ جذعها، وتحاول إسقاطها، وتقول:( ما يؤلمني ليس ضربة الفأس رغم قسوتها، ولكن الذراع التي تحملها قطعة من خشبي)..