الإختلال الحاصل في موازين القوى الإستراتيجية في المنطقة، سيرفع من منسوب التوتر والإضطراب والصراعات خلال الفترة المقبله، وسيزيد الهوّة بين ضفتي الخليج عمقا وإتساعا ويصعّد الموقف في عموم البيئة الإقليمية، ويفتح الباب على مصراعيه لسباق تسلح يستنزف موارد وثروات شعوب المنطقة، ويزيدها فقرا وتخلفا وخراب، في حين سينعش صناعة السلاح والاقتصاد المنهك في الغرب، ويفتح المجال أمام دولهِ للمزيد من التدخل السياسي والعسكري، إضافة إلى تحقيق هدف (إسرائيل) في تطبيع علاقاتها مع المحيط العربي، وكل ذلك من نتائج عملية ((ضربة البولو))، وهي كلمة السر لحرب إحتلال العراق عام(2003)، وخطتها السرية كانت تقتضي التحرك الخاطف، وتوجيه ضربات عسكرية رأسية مؤثرة على هدف استراتيجيي محدد، حتى يتم إنتزاعه من سياقه التاريخي، والجيوستراتيجي، والسياسي، واقصائه من المعادلة الإقليمية، والهدف المقصود هو (العراق)، وذلك جزء من إستراتيجية بعيدة المدى، تستند إلى نظرية (القلب والحافّة)، والتي تسعى إلى إعادة صياغة أوضاع الإقليم والمنطقة بما فيها (العراق، والجزيرة العربية، والشرق الأوسط، ومناطق محددة في سواحل أوراسيا) على نحو إستراتيجي كامل، (بما يضمن المصالح والسيطرة الأمريكية)، وبالتالي تغيير أنماط الصراع، وموازين القوى والخرائط السياسية والإستراتيجية على المستوى الدولي، وما يترتب على ذلك من فوضى واضطراب وأزمات وحروب وصراعات لا تنتهي، وذلك ما يحدث الآن، إستراتيجية امتدت لأكثر من حقبة، وما زالت مستمرة، وهي تكمل دورتها الثانية، بمشهد دموي متشابك ومعقد وعنيف ينذر بالكثير من التطورات والأحداث الخطيرة…
شاهد أيضاً
جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*
الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..