لا زال صوتُك الشجي، يُصافحُ سمعي، ويأسرُ دمعي، وكأنّهُ يبكي معي، حُزناً واغتراب.. ( دِسَيِّرْ يا هوى الهاب، ثُريّا والنجم غابْ، وجَنْجَلْ وليدي لو دُوَهْ*.. وكَّف الحارس بالبابْ).. يا درّةَ الأحباب، يا أمّي الحبيبه، يا أكرمَ الناسِ إيثاراً وطيبه، مذ كنت طفلا يرتعشُ الخوفُ في مقلتيه، كنتِ تشدّين نياط القلب قماطاً عليه، في طرفهِ حجاب، ودعاء، وخرزة زرقاء بسبعةِ عيون، وغِناءٍ حزينٍ كأنّهُ بُكاء.. ( يا وليدي رِدْتَك من الدنيا ما ردت مال، يا يمّه أهلك حمايل تراهم والنخل حمّال، ردتك تسوك الظعن والنايبات تهون).. والدمع يجهش في العيون، يا جرحنا المطعون، لقد ذوينا وما بنينا للترابِ، والسراب، والصغارُ تفرّقوا في كلّ ديرة، هم يُبْصِرُونَكِ يا فقيره، ويلمحون دمعتكِ الكسيره، ويبحثون عن دفئِك المفقود، في وحشةِ الروح الحسيره.. لك العتبى يا غريبه..
*مهداة الى روح والدتي رحمها الله ورحم والديكم وأمواتكم في ذكرى وفاتها..