أحبُّ الشعب الكوردي.. بقلم ضياء الوكيل*

لست مقيما في إقليم كوردستان وأتمنى ذلك، ولا أملك مشروعا تجاريا أو مصالح هناك وليس في نيتي، وليس لي علاقات مع الأخوة السياسيين في الإقليم حتّى أجامل أو أصطفّ في موقف سياسي، ولست مضطرا إلى ذلك، وبما يجعل كتابتي مجرّدة من أيّ مصلحةٍ أو غرضٍ مُسبق، عشت في طفولتي بمنطقة شارع الكفاح ببغداد، وبالتحديد في أحياء (فرج الله، الكولات، أبو سيفين، بني سعيد) وتجاورنا مع عوائل كوردية كريمة، وكان لي أصدقاء طفولة من الكورد في المدرسه ولا أنسى أسماءهم( جاسم خسرو، مجيد جمشير، صباح خوشناو، نجم عبدك، وغيرهم من الأعزّة) حتى أني تعلمت في حينها الكثير من المفردات والأغاني الكوردية، لم أجد فيهم غير المحبّة والطيبه والخير والسلام، وتمضي السنون، وتتوطد علاقتي مع الكثير من الأخوة الكورد، وتكبر معي محبّة هذا الشعب العريق، حتّى أنني لا أتردد من التعبير عن مشاعري الإنسانية حين ألتقيهم بالقول ( أحب الشعب الكوردي)، أحبّه وأحترم تاريخه ونضاله الطويل من أجل الحريّة، وتحقيق الكرامة الإنسانية، وإصراره العنيد على اللحاق بقطار العصر والمستقبل، ويذهلني التطور السريع الذي يشهده الإقليم على الأصعدة كافّه، في كلّ مرّة أزوره أجد تغييرا نحو الأفضل، إلى درجة تجعلني بحاجة الى مرشد يدلني الى وجهتي، شوارع واسعه وحديثة، وأنظمة وتجهيزات مرورية عصرية، مولات ومدن ترفيه، مشاريع سكن وأبراج، إستثمارات وعمران، أمن واستقرار، قوانين نافذه، لم أجد تمييزا بين عربي وكوردي، بين مسيحي ومسلم، بين سنّي وشيعي، بل وجدت آليات قانونية يحتكم إليها الجميع، راجعت بعض الدوائر والمطار ولم أعرّف بنفسي، فلم أشعر بأي تمييز في المعاملة، بل وجدت العكس، الكلّ يعمل على تسهيل إنجاز المعاملات مع إحترام لكرامة الإنسان بتوفير البيئة المناسبة للمراجعة والإنتظار، وعلى طول الطريق وفي الأسواق وجدت خيرات الأرض الطيّبة متوفره في كل مكان، رخيصة وفي متناول الجميع، كلّ تلك العوامل جعلتني أشعر بالأمان خلال زياراتي للإقليم، وبأنني في بلدي وبين أهلي، الشعب الكوردي كريم ومضياف وأصيل، ولا يخذل أحدا، وأعتقد أن السياسيين ممن كانوا في المعارضة يدركون هذه الحقيقة التاريخية قبل غيرهم، الصورة الإيجابية هناك تغطي وتنسف كل ما يشاع خلاف ذلك، حتّى وإن تخللتها بعض الإخفاقات فهي استثناء وليس قاعده، والتطور والنمو والعمران والأمان شاهدا لهم وليس عليهم، على عكس ما يحدث في باقي أرجاء الوطن، ولا أريد أن أسهب في هذه القضية لأن من لا يرى من الغربال أعمى كما يقال، من وجهة نظري تجربة الإقليم الناجحة تحرج البعض من المستوى السياسي، وتشعرهم بفشلهم، وعلاقات الأخوّة والشراكة في الوطن والمصير، تقتضي تسوية الملفات العالقة بين الطرفين بروح المسؤولية الوطنية والإنسانية، وإلى كلّ الأخوة السياسيين أقول.. أتركوا الإقليم يمضي في طريق البناء والإعمار، ومدّوا له يد الأخوّة والعون والتسامح والسلام، فهم أخوة كرام، وشعب عريق، وشركاء أعزّة في الوطن، ونظل معهم على عهدنا وكما كنّا ونبقى على مر الزمن أخوة وأصدقاء…

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد( 2012-2013)

شاهد أيضاً

جراحة سياسية فاشلة.. بقلم ضياء الوكيل*

الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى ما يسمى (اسرائيل) على أنها (شرٌّ مطلق، وعدوٌ مزمن، وتهديد وجودي للمنطقة، وخميرة للحرب والعدوان)، ومن لا يتصدى لها اليوم سيجدها عند أبواب بيته في الغد القريب.. للمزيد يرجى مطالعة المنشور كاملا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.