الغارة الأمريكية التي استهدفت منطقة (آلبو كمال) على الجانب السوري من الحدود العراقية (فجر الجمعه 26 شباط 2021 )، طرحت عددا من الأسئلة المهمة نذكر أبرزها:(هل توصلت الإدارة الأمريكية الى الجهة التي نفذت الهجوم الصاروخي على أربيل.؟ وإن كان كذلك لماذا لم تعلن عنها..؟ لماذا لم تعقد مؤتمرا صحفيا تعرض فيه على أجهزة الإعلام والرأي العام ما لديها من أدلة مادية وقانونية تؤكد تورط من تتهمهم ضمنا أو تلميحا بالهجوم..؟ هل أخبرت الحكومة العراقية بما لديها من معلومات..؟ وما هو موقفها..؟ هل ذلك صعبا عليها لإثبات الحقيقة أمام الرأي العام..؟ أم أن اللجوء الى القوّة العسكرية يكفي للتعبير عن الحقيقة الغامضة والإتهام المزعوم..! هل أصبحت القوة الأمريكية مطلقة الإرادة، ومرجعية نفسها..؟ إذن أين الشرعية والقانون الدولي من الدولة الكبرى التي تدّعي تمثيل العالم الحر..!؟ هل فعلا أن الكلمة الأخيرة الى الليبرالية الأمريكية كما يقول فوكوياما في نظريته ( نهاية التاريخ)، أم عليه أن يعيد قراءة التاريخ، ويعيد صياغة طروحاته الفكريه والحضاريه، ويعترف بالإنحطاط السياسي المستفحل في أمريكا، وأن الكلمة الأخيرة هي للقوّة والغلبة والسلاح، وليس للحكمة والعقل والليبراليه، وأن أمريكا التي أصبحت وريثا شرعيا لروما القديمه، وشرور أباطرتها، تطلب من التاريخ أن يمشي إلى الخلف..!! وذلك مستحيل..، وعلى (المؤرخ آرنولد توينبي) أن يجدد تعريف (خطيئة القوّة) ليشمل بها كلّ الأطراف المتصارعة على جوائز التاريخ، والسابحين في دماء الأبرياء، وخراب الأوطان، ممن وصفتهم الإسطورة الرومانية القديمه في نبوءتها الغابره بالقول ( أنّ قطعانا من الوحوش ستخرج من حفريات التاريخ لتملأ الشرق دما وخراب، لأن ذئبةً تبنّت طفولتهم، وأرضعتهم لبنها الكريه).. أمّا نحن فلا سلام علينا إن قبلنا أن نؤجر عقولنا صناديق بريد للآخرين، ولا حياة لنا إن قبلنا أن ندمّر بأيدينا ما تبقى من مصادر المقاومة لدينا..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)