صورٌ مفزعة، ومخيفة، تلك التي شاهدتها عند عيادات الأطباء ومختبرات الفحص والتحليل والسونار، والمزدحمة بمرضى كورونا ((وأنا منهم))، غلبت عليها المعاناة والألم والقلق والخوف البادي على الوجوه المتعبه، الكل ينتظر نتائج الفحوص وما يترتب عليها من إلتزامات مالية وصحية وانسانية، وما يتزامن مع الإصابة من بحث عن علاجات ووصفات وأدوية، ومعقّمات ومطهرات ومنظفات، ارتفعت أسعارها بشكل غير معقول، في زمن الكساد والبطالة والأزمة المعيشية الصعبة، وقلة الحيلة وضيق ذات اليد لدى الكثير من العوائل الفقيرة والمتعففة، والأدهى والأمر أن إصابة أحد أفراد العائلة تعني إنتشار العدوى الى كلّ البيت، وهذه مصيبة ومحنة لا يعلم معاناتها إلا من ابتلي بهذا المرض والفايروس المتربص بالجميع، قد يكون هذا الكلام والوصف إختزالا للوجه الآخر للمأساة الإنسانية التي يعيشها الكثير من العراقيين في ظل غياب التكافل والتضامن الإجتماعي، وتلك حقيقة مؤسفة ومؤلمة في ذات الوقت، ولا أقول الرسمي والخيري فذلك موضوع آخر بعيد عن حدود هذا الموضوع، خطر كورونا يفتك بالمجتمع ومع ذلك ما زال هناك من لا يريد لهكذا مواضيع أن تظهر على وسائل الإعلام، وذلك واضح في تجاهله والتدليس عليه إلا أنّه لا يستطيع أن ينفيه أو ينكره، بينما نرى إهتماما وتركيزا على شؤون أقل تأثيرا وفائدة، وبعيدا عن الإتهامات والقاء اللوم على هذا وذاك فذلك غير مجدي في هذا الوقت الحرج، فكل شيء مشخّص ومعروف، وبدلا عن ذلك أوجّه دعوة صادقة إلى أهل الخير والمروءة والشهامة والضمير الحي وهم كثير والحمد لله، ومعهم المخلصين لمهنة الطب ووجهها الإنساني النقي من الأطباء الساعين الى مرضاة الله والضمير وخدمة الإنسان، والباحثين عن الأجر والثواب والرحمه.. ونحن على أبواب رمضان الكريم، لمد يد العون للمتعففين من المرضى ممن ضاقت بهم السبل والمرض والأيام الصعبه، وعناوينهم معروفه ولا تحتاج إلى عناء وبحث، ستجدوهم عند كل عيادة وطبيب وصيدلية ومستشفى خاص وعام، ستجدوهم في بيوت مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومحتسبه الى جلال وجهه وشأنه وفرجه في هذه المحنة الإنسانية القاتله، وأختتم قولي بذكر بيت شعر عربي:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ