ليس غريبا في عصر الثورة الرقمية والتقنية، والتطور التكنلوجي المذهل، أن تبادر شركات عالمية عملاقة الى الإستثمار في الفضاء، لِمَ لا والعالم يعيش في زمن التنافس والابتكار، وتبادل المنافع والخبرات، فشركة (أمازون) على سبيل المثال تسعى الى بناء محطة فضائية فوق سطح القمر، في حين بدأت شركة(ستيلا) التخطيط مع الوكالات المتخصصة بصناعة الفضاء لانشاء سفن فضائية للسياحة بين الكواكب، وتلك ليست قصص أو مشاهد من أفلام الخيال العلمي إنّما حقائق ومشاريع ومعلومات تذهل العقول، وما بين الأرض والسماء تتنافس الدول والجامعات والعلماء ومراكز الدراسات والتطوير للبحث عن حياة أفضل لبني البشر وخدمة الإنسان، وفي العراق تطالعنا الأخبار باسقاط (طائرتين مسيّرتين) في أجواء العاصمة بغداد، إحداهما تحمل متفجرات، وفقا لما ورد في البيان الرسمي، وهذا أيضا استثمار ولكن من نوع جديد وعلى طريقة تفخيخ الفضاء، بعد أن ضاقت الأرض بوسائل الخراب والفساد والموت، ولا أحد يعلم أين ستسقط هذه (المفخخات الطائرة)، على سوقٍ مكتظ أو فوق مدرسة أو بيوتٍ آمنة، في ظل صعوبة السيطرة عليها لأسباب تقنية يعرفها المتخصصون في تكنلوجيا الطيران وصناعة الطائرات المسيّرة، يقينا أنّ الدول التي استثمرت في التنمية والاقتصاد والعلوم والذكاء الانساني، وشيّدت الأبراج والمصانع والمؤسسات والعدالة، أقوى من الدول التي ضيّعت العمر والثروات في تكديس الأسلحة وحفر الخنادق …
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد (2012-2013)