اسقاط الأبراج ومهاجمة المحطات ليست هي الإجابة على أسباب الأزمة في قطّاع الكهرباء، بافتراض السؤال الآتي: إن لم تسقط الأبراج هل كانت الكهرباء بلا أزمة وبلا انقطاع..؟؟ قطعا (كلا)، هذه الهجمات التي لا نقلل من شأنها تشتت التركيز على أصل المشكلة، وتصرف الأنظار عن أزمة وطنية كبرى هي أعقد وأعمق من اسقاط برج أو مهاجمة محطة، وما يتعرض له المواطن العراقي من معاناة واذلال في الجانب الخدمي وخاصة انقطاع الكهرباء مع حرارة لاهبة لا يمكن وصفه الا بحرب جائرة تستهدف حياته ومصالحه وصحته وأمنه وحقوقه الانسانية الأساسية، والضرر لا يستثني أحد، الصغير والكبير والمريض والمسن، الكل في دائرة الإستهداف، وذلك يحتاج الى مكاشفة ومصارحة وتوضيح حقيقة ما يجري فوق الأرض وتحتها، ولا يمكن لعب دورين في ذات المشهد.. دور المسؤول والشاهد الأخرس..!!
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع(2012-2013)